كان الأجدى بتلك الأبواق الإعلامية الإيرانية الاهتمام بتحسين شأن بلادها بدل الانشغال بعملاق لن تستطيع النظر إلا لقاع أقدامه، كان الأجدى بها الانشغال بشأنها الداخلي الذي يعاني الأمرين من كافة النواحي، بدل النظر بعين حاسد لما تحصده المملكة العربية السعودية من نجاحات على الصعيد الداخلي والخارجي والعسكري، إنجازات تصب في مصلحة الوطن والمواطن، بل في مصلحة الأمة بحول الله سبحانه.
ومع هذا. ولأكون منصفة قد أتفهم حنق ساسة إيران وإعلامها من بلادي المملكة العربية السعودية التي وثقت بشبابها وأسندت إليهم المسؤوليات لتجد منهم بحمد الله التخطيط والإقدام. قد أستوعب مسببات حسد العدو الإيراني من وطن فرح بإسناد المهمات الصعبة لشبابه وفرح بإنجازاتهم التي تتوالى منذ توليهم مهامهم سواء الداخلية أو الأمنية أو العسكرية أو الخارجية.
ولأن الأمير محمد بن سلمان -بارك الله لنا به وبجهوده- لا يطربه المديح كما لا توقفه تلك الأبواق المكسورة، فأنا هنا لا أدافع عنه، أولا لأنه ليس موضع اتهام، ثانيا لأن أعماله وما حباه الله سبحانه من إنجازات كفيلة بالرد على الإعلام الإيراني.
لقد استطاع ولي ولي العهد ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بفضل الله أن ينال ثقة القيادة الحكيمة وثقة المواطن وثقة من صادفهم من ساسة الأمة ولله الحمد، وبالتالي كان طبيعيا أن ينال حنق أعدائنا الذين يريدون شرا ببلادنا حكومة وشعبا، فإيران تتمنى هي وحلفاؤها ألا يكون هذا الفارس المقدام على رأس وزارة الدفاع، كانت تتمنى لو تمكن الحوثي من توجيه ضربات موجعة لبلادي، فقد دفعت بالكثير من السلاح والكثير من التدريب لجماعة الحوثي لتجدهم في النهاية يندحرون، وسلاحها يسقط ليحترق أمام تحالف يقوده هذا الشاب.
نعم هو شاب.. وبحمد الله ومن خيرة شبابنا وأكثر رجولة من شيوخ إيران، به نسترجع تاريخنا القديم والحديث، أما التاريخ الإسلامي العظيم فهو يحمل لنا ما يؤكد قدرة ونبوغ الكثير من شبابنا، فها هو القائد محمد الفاتح -رحمه الله- وقد فتح القسطنطينية وهو في بداية عقده الثالث، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"، بل إذا ما تأملنا السيرة النبوية سنتوقف دون شك عند ثقة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالصحابي الشاب الذي لم يتجاوز 18 عاما القائد أسامة بن زيد رضي الله عنه، فقد ولاه النبي عليه الصلاة والسلام قيادة جيش المسلمين لغزو الروم، الجيش الذي ضم كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، كما أننا نتذكر جده المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي استرد الرياض وهو ابن 26 عاما، أما عمه الأمير سلطان -رحمه الله- فقد استلم زمام وزارة الدفاع وهو ابن 31 عاما، ويذكرنا بوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- عندما أسندت إليه إمارة الرياض وهو ابن 19 عاما، ومن هنا نفهم أن تولي شاب مسؤوليات عظام ليس بالغريب على تاريخنا الإسلامي ولا على تاريخنا السعودي، والأهم أنها سنة نبوية نقتدي عبرها بنبينا عليه الصلاة والسلام.
لقد كان طبيعيا أن تسند للأمير الشاب محمد بن سلمان المهام الصعبة كونه من الأغلبية الغالبة من السكان، حيث تتعدى نسبة تعداد الشباب في المملكة العربية السعودية 70% بحمد الله سبحانه. هذا الأمير بحمد الله لديه جانب آخر لا علاقة له بالوظائف العامة، فهو يهتم بالنشاط الخيري كوالده -حفظه الله- وأعمامه وأبناء عمومته، وأحمد الله أنه في خضم مسؤولياته الجسيمة لم ينس الجانب الخيري، وآخر أعماله المعلنة كان توظيفه للشاب (جرمان القحطاني) في مؤسسة سموه الخيرية وتسلمه السيارة التي أمر بها سموه وببقائه قريبا من والده المريض، جاء ذلك إثر مناشدة الشاب في مقطع "فيديو" تمّ تداوله مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واختم هذا المقال بموقف طريف ومحرج حدث نهاية الأسبوع الماضي فقد اطلعت على خبر قصير تحدث عن توجيهات سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية -حفظه الله- تتعلق ببذل صدقات عن شهداء الواجب، فحملت الخبر على غير محمله، وسعيت جاهدة لتصحيح الفكرة الخاطئة المترتبة على فهمي له، وأحمد الله المنان أني لم أتمكن من الوصول إلى "اللواء" المعني بهذا الخبر، فقد كفاني الله الحرج، إذ كنت قد فهمت أنها بذلت لأبناء الشهداء لا عن الشهداء، مع أن صياغة الخبر كانت واضحة أنها عنهم، جعلها الله في موازين حسناتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وفي اليوم التالي تم توضيح الخبر بشكل أوسع من خلال الحديث عن تدشين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الحملة الثامنة للسلال الرمضانية عن شهداء الواجب بحضور ومشاركة عدد من أبناء الشهداء، وعليه سيرت وزارة الداخلية قافلة توزع صدقات عن 148 شهيد واجب بإجمالي 2960 سلة غذائية، تقبل الله منهم وممن أمر بها وأعان على بذلها وسعى لها وعمل على إيصالها لأصحابها. أليس هؤلاء زهرة شبابنا وسهامنا؟