انطلقت صباح أول من أمس (الجمعة) بطولة كوبا أميركا 2015 في تشيلي، وهي البطولة التي رفض عرّابي ومسؤولي المنتخب السعودي المشاركة فيها من أجل الفائدة وكسب مزيد من التجارب وإضافة الخبرات المميزة للاعبي المنتخب، بل المؤسف أن كل القائمين على برامج إعداد المنتخب السعودي لم يفكروا باحترافية لبناء جيل قوي يخدم الأخضر لسنوات عديدة من خلال اعتماد مثل هذه المشاركات القوية.

سأورد لكم معلومة مهمة عن منافسات كوبا أميركا: وهي البطولة التي تسمح بمشاركة منتخب أو اثنين من خارج المنظومة المعتمدة (أميركا الجنوبية) يتم ترشيحها لتدفع رسوم المشاركة وتدخل رسمياً وقد فعلها في وقت سابق منتخب اليابان ولعب خلال مشاركته تلك ثلاثة لقاءات خسر اثنين وتعادل في واحد، لكنه خرج بقيمة فنية عالية استفاد منها لاعبوه وأصبح (بعضهم) اليوم محترفين في أوروبا وأغلب دول العالم.

أقول كان بإمكان صقورنا الخضر أن يشاركوا في هكذا مناسبات مفيدة جداً وكان حرياً بأولئك المسؤولين عن برنامج إعداد المنتخب الأول أن يفكروا ولو لمرة واحدة بطريقة إيجابية تعود بالنفع على كرة القدم السعودية بدلاً عن ضياعها بين ورش العمل وعقد المؤتمرات والمعسكرات واللعب مع منتخبات لا طائل من ورائها ولا فائدة ترجى منها، خصوصاً أن كل الملفات العملية المعنية بالمنتخب تكلف الكثير من المال والجهد وفي نهاية المطاف تأتي النتائج مُخيبة للآمال وصادمة في الغالب.

التفكير الإيجابي مطلب وعمل الاستراتيجيات بنظرة ثاقبة ومتخصصة يؤدي إلى اتخاذ الإجراء المناسب ويمنع الهدر للمال والجهد والوقت، ولو اعتمد أصحاب القرار ابتعاث 22 لاعبا أعمارهم لا تتجاوز 15 سنة إلى ألمانيا أو إسبانيا أو البرازيل ومثلهم إلى هولندا أو إنجلترا أوإيطاليا وفق جدول زمني موسمي محدد يستمر من 3 إلى 5 سنوات فإن المحصلة المؤكدة أن المنتخب السعودي سيحظى على أقل تقدير بعشرة لاعبين سوبر ستار وجاهزون تماما لتمثيل الوطن بثقة واقتدار ومن سنّ مبكرة، بل وقد اكتسبوا كل معارف الكرة الشمولية وبفكر احترافي عالمي وتعلموا على أيدي مدربين كبار كيف بإمكانهم أن يكونوا نجوماً لامعة؟!

أستغرب كل هذا الضياع ومنظومة الشتات التي نتابعها في ملفات إعداد المنتخب السعودي وتأخذني الدهشة أكثر حين أرى المسألة لا تعدو كونها عمليات تجميل وتطبيل إعلامية لأعمال وبرامج إعداد هي في الأصل منقوصة ولا تستحق الذكر بل ويخجل الشخص من سماعها.

للأسف حتى الأندية السعودية (سلبية جداً) في تعاطيها مع الأحداث وبدلاً عن دراسة ملفات إعداد الأجيال من الصغر وإرسالها سنوياً لأكاديميات عالمية للتعلم واكتساب الخبرة، نجدها كل موسم تبدع في قوائم الإعارة والمخالصات والانتقالات، رغم أنها أندية مديونة بعشرات الملايين بعد ضياع رأس المال السنوي (الميزانية المقترحة) ولو خُصص مبلغ مليونين أو ثلاثة سنوياً لهذا الغرض لما وقعوا في إشكالات الديون والالتزامات مع محترفين أجانب ومحليين أغلبها وصلت أروقة الفيفا وهي النتائج الطبيعية التي يخلفها الفكر العقيم والنظرة الأحادية وأساليب خدمة الذات على حساب منظومة متكاملة وسمعة رياضة وطن أصبحت في قبضة (بعض) (العقرجية) والدلالين والسماسرة.. وهذا الكلام موجود بالفعل ويبدأ من القطاعات السنية ولا ينتهى بالفريق الأول بل الأسوأ أن (بعض) أعضاء مجالس الإدارات في بعض الأندية أعتبرهم رُعاة حقيقيين لهذا البؤس!.. ليبقى السؤال الأهم والأكبر والأخطر:

أين الجهات الرقابية بالرئاسة عن كل ما يحدث؟!

.. أسأل فقط لأن (العمل أمانة)!!.