من النوادر في كرة القدم السعودية والعالم أن يستمر لاعب يلعب بشكل أساسي لمدة عشرين عاما ويظل مطلوبا ومرغوبا ومحبوبا من قبل الجماهير الرياضية على اختلاف انتماءاتها، بل ويقدم نفسه كنجم يصنع الفارق ويقود التحولات رغم تقدم السن.

في رأيي أن هناك لاعبين اثنين فقط في تاريخ كرة القدم السعودية تنطبق عليهما هذه الاعتبارات وهما ماجد عبدالله وهذا نجم أفردت له الكثير من البرامج والحوارات الصحافية واللقاءات والمحاضرات والندوات وورش العمل للحديث عن مسيرته وتاريخه وأسطوريته، وهو ليس مجال حديثنا اليوم، أما اللاعب الآخر هو نجم النصر الحالي الكابتن حسين عبدالغني الذي شارف على الأربعين عاما قضى نصفها (ما شاء الله تبارك الله) لاعبا أساسيا في النادي والمنتخب.

اليوم حسين عبدالغني ليس لاعبا فقط ومن يعتقد أنه كذلك فهو يعيش في عالم آخر لا يمت لكرة القدم السعودية بصلة، الكابتن حسين اليوم هو خبير ومستشار فني وقائد وإداري وأخيرا لاعب وهذا ما يميزه عن غيره من اللاعبين.

لقد صنع أبوعمر تاريخا ناصع البياض من خلال بطولات وإنجازات ومشاركات مونديالية وقارية سطرت اسمه بماء الذهب، وهو من القلائل من لاعبي منتخبنا الذين يجب على اتحاد القدم تكريمهم بتسمية بعض جزئيات ملعبي الدرة أو الجوهرة بأسمائهم تخليدا لذكراهم العطرة في مجال اللعبة.

الكابتن حسين "الأنموذج" لكل اللاعبين الحاليين والشباب والنشء حالة خاصة ونادرة من النجاح تستحق أن تدرس وأن تكون حياته الكروية "خطة عمل" للأندية المحترفة واللاعبين المحترفين، وأتمنى من رابطة المحترفين أن تتبنى مثل هذه الرؤية لصناعة جيل جديد من اللاعبين المنضبطين المتميزين.

هو اللاعب السعودي الوحيد الذي لعب في ناد أوروبي نيوشاتيل السويسري كلاعب محترف حقيقي يشارك أساسيا ويدافع عن ألوان فريقه بعقد رسمي له حقوق وعليه واجبات، أداها بشكل رائع انعكس على حياته الكروية فيما بعد مع نادي النصر السعودي وقاده لتحقيق بطولة الدوري مرتين متتاليتين وأكاد أجزم أن دور الكابتن حسين عبدالغني في تحقيق البطولات دور محوري ورئيس من خلال الأداء في الملعب والإعداد النفسي خارجه وتحفيز زملائه الشباب مع القائد كحيلان.

حسين عبدالغني هو ثاني لاعب سعودي يتم اختياره لمنتخب نجوم كأس العالم بعد سعيد العويران عام 1994 الذي لعب المباراة الودية في اليابان بينما تم اختيار الكابتن حسين من قبل خبراء فنيين عام 1998 بعد مونديال فرنسا للعب مباراة ودية في سان دوني بباريس.

من يردد كالببغاء أن على اللاعب أن يعتزل وهو في عز مستواه فهو يردد كلاما غير عملي وليس له مكان في مرحلة الاحتراف التي يعيشها اللاعب الآن حيث "الكرة" هي وظيفته ومصدر دخله الرسمي، فكيف يطلب من لاعب وهو في أفضل مستوياته وقمة عطائه أن يعتزل!! هذا تهريج أكثر منه كلام منطقي يستحق التوقف عنده، ولذلك فاللاعب المحترف وحده هو من يحدد رؤيته ومستقبله وموعد اعتزاله وبالذات عندما يكون اللاعب في مستوى حسين عبدالغني فكرا وثقافة والتزاما ومعرفة.