بعد أن اعتذرت هيئة الهلال الأحمر أخيرا عن نقل المرضى المحولين من المستشفيات الحكومية إلى المستشفيات الخاصة أو العكس أو نقلهم من المستشفيات الخاصة إلى منازلهم، أوكلت الهيئة أخيرا مهمة نقل الموتى في الحوادث إلى بعض المسنين ممن ينتسبون إليها، في قرار عدّه هؤلاء الموظفون مخالفا لرغباتهم.
ووافق عدد من موظفي الهلال الأحمر بالمدينة المنورة على قبول نقل الموتى بعد أن ضاقت عليهم الخيارات بتخصيص المسنين للعمل في تلك المهمة لما تبقى لديهم من خدمة، في حين أوضحت إدارة الهلال الأحمر أنها لم تجبر أحدا على العمل في نقل الموتى من الحوادث بالطرقات، وأن الإدارة حريصة على توفير بيئة عمل مناسبة للموظف.
وأبلغت مصادر مطلعة "الوطن" أن عددا من الموظفين التابعين للهلال الأحمر ممن خدموا في الإسعاف لأكثر من 30 عاما وضع أمامهم خيار أشبه ما يكون بالإجباري وذلك بتكليفهم بنقل الموتى على أن يكونوا مسؤولين عنهم، وذلك بدلا من إسعاف المصابين في الحوادث على الطرق السريعة والداخلية.
وأضافت المصادر أن الموظفين المعنيين هم من كبار السن ولم يبق على بلوغهم التقاعد سوى عام أو عامين، وأنهم أجبروا على العمل في نقل الموتى والتوقيع على الموافقة، وأن كثيرا منهم رفضوا ذلك مرارا إلا أن إدارتهم واجهتهم بطرح خيارين، إما القبول بالتكليف أو التقاعد.
وأكدت المصادر أن هذا الإجراء جاء بعد رفض كثير من الموظفين الشباب قبول تلك الأعمال، خصوصا في ظل عدم وجود مميزات عليها.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم هيئة الهلال الأحمر محمد التميمي لـ"الوطن" أن العاملين بالإدارة العامة بمنطقة المدينة المنورة يتم التعامل معهم وفق ضوابط محددة للعمل بمهمة نقل الموتى ودون إجبار أي منهم على هذا العمل، مؤكدين حرص الهيئة وبتوجيهات من رئيسها الأمير فيصل عبدالله بن عبدالعزيز، على توفير بيئة العمل المناسبة لكل العاملين بها في المناطق كافة.
وكان مجلس الشورى أقر في إحدى جلساته في الثامن من أكتوبر 2012 أن تقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي بمهمة نقل الموتى في الحوادث المرورية خارج المدن والمحافظات والمراكز وعلى الطرق الطويلة بدلاً من القوات الخاصة لأمن الطرق، مع مراعاة أن يكون لهذا المركز رقم هاتف موحد وأن تستحدث وتنشأ منظومة اتصالات موحدة تربط الجهات المعنية بالطوارئ.