بدأت في سبتمبر 2014 قوات ميليشيات الحوثي بالسيطرة على أجزاء من اليمن تدريجيا بصورة غير شرعية بقصد الاستيلاء على السلطة وفرض رأي الأقلية الحوثية على غالبية الشعب اليمني، دون احترام للقرارات الدولية وحسن الجوار، وذلك بدعم وتمويل من الجمهورية الإيرانية التي كانت ترى في الميليشيات الحوثية حليفا وثيقا. ورغم أن الرئيس المخلوع علي صالح قد حارب الميليشيات الحوثية في أكثر من ست حروب بين 2004-2010 إلا أنه قام بتشجيع تمرد تلك الميليشيات، بل إنه شرع في تحويل قوات الحرس الجمهوري التي يسيطر عليها لمساندة تلك القوات وفتح مخازن الأسلحة والذخائر والمعسكرات لهم بصورة غير مسبوقة، مستغلاً الحصانة التي قدمها له مجلس التعاون ضمن اتفاق نقل السلطة.
وصلت الأمور في الأشهر الأولى من 2015 إلى صورة غير مقبولة وكانت الأقلية الحوثية سيطرت بشكل كامل على العاصمة اليمنية وأجزاء أخرى من اليمن بصورة غير شرعية وبدا وكأن النفوذ الإيراني قد أصبح واقعا ملموسا يهدد بقية دول مجلس التعاون، وواصلت القوات الحوثية اعتداءها بدعم إيراني وقامت بمحاولة مهاجمة القرى الحدودية السعودية ما أدى إلى طلب الرئيس الشرعى لليمن من الجامعة العربية في مارس 2015 التدخل بعد أن بلغ التدهور حالة بالغة الخطورة جراء الأعمال العدوانية للحوثيين وناشد دول مجلس التعاون حماية الشعب اليمني حسب مبدأ الدفاع عن النفس في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واستنادا إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك للتدخل العسكري الفوري، حيث انطلقت العمليات العسكرية لعاصفة الحزم يوم 26 مارس 2015 لكي توقف الأخطار الناتجة عن عدوان الحوثيين بسبب الدعم من دول أجنبية وكان لتلك العملية أهداف عسكرية وسياسية.
تسلسل الحملة الجوية لعاصفه الحزم:
المعروف أن الحروب تقسم إلى مراحل نتيجة تقييم التهديد ومحاولة الانتصار وبأقل قدر من الخسائر وفي حالة اليمن وجد التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أنه من الأفضل بدء تلك الحرب بحملة جوية مكثفة قبل الدخول في مراحل أخرى ولكي يستطيع القارئ فهم الحملات الجوية تبين بأن أي حملة جوية تقوم بها الطائرات ترتكز على ثلاثة عوامل هي:
1. مرحلة التخطيط وتتضمن تعريف التهديد وتحديد الأهداف والمفاجأة الاستراتيجية والتكتيكية ومراحل القتال. 2. مرحلة التنفيذ. 3. مرحلة تقييم العمليات الجوية ومن ثم إجراء أي تغير في عمليات التخطيط. 4. ولو رجعنا إلى تطبيقات التحالف في الحملة الجوية التي بدأت في 26 مارس2015 لوجدنا بأن الحملة الجوية قد حققت نجاحا رائعا على المستويين السياسي والعسكري. فعلى المستوى السياسي:
1. بينت للعالم أخطار ميليشيات الحوثي وعدم التزامها بتطبيق القوانين الدولية. 2. استطاعت أن تبين للعالم أحقية القيادة السياسية الشرعية في حكم اليمن. 3. بينت للشعب اليمني حقيقة الميليشيات الحوثية التي كانت تهاجم المدنيين وتدمر البنية التحتية اليمنية. 4. كشفت حقيقة التدخل الإيراني وخطورته على المنطقة.
أما على المستوى العسكري:
1. فأثبت التخطيط الجيد للحملة الجوية نجاحه في التنفيذ. 2. ضمنت بداية العملية المفاجأة الكاملة بوقت الهجوم. 3. كانت قائمة الأهداف واضحة ولم تتم إصابة أي منشأة مدنية.
4. رغم وجود عدة طائرات مختلفة لدول مختلفة إلا أن قيادة التحالف استطاعت السيطرة على الأجواء وكانت أوامر الطيران القتالية (ATO) واضحة وسلسة وسهلة التطبيق.
5. تم تدمير وحدات الدفاع الجوي التي كان الحوثيون استولوا عليها أو تم الحصول عليها من قبل قوات الحرس الجمهوري للرئيس المخلوع صالح.
7. تدمير طائرات القوة الجوية اليمنية وتحييد القواعد الجوية التي سيطرت عليها القوات الحوثية. 8. لم يكن هناك أي إصابات لأهداف صديقة خلال مراحل الهجوم الجوي.
9. كانت المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها قبل الهجوم دقيقة وحاسمة في تدمير قائمة الأهداف. 10. أثبتت القوة الجوية الملكية السعودية علو كعبها في القتال الليلي وهو من الأمور الصعبة في الطيران. 13. استطاع التحالف فرض منطقة حظر جوي أسهم في عدم وصول الإمدادات إلى الحوثيين. 14. حققت المرحلة الأولى من الحملة الجوية نجاحا كبيرا كما كان النجاح ملحوظا للمرحلة الثانية للحملة الجوية التي عرفت بـ"إعادة العمل".
التقييم الأولى للنجاحات التي تمت في العمليات الجوية لعاصفة الحزم:
1. ساعدت الروح المعنوية العالية لقوات التحالف الجوية على نجاح غير مسبوق للحملة الجوية.
2. كانت الرغبة بالقتال والقيادة المؤهلة وروح الفريق والانضباطية سببا رئيسا في نجاح الحملة.
3. أثبتت الحملة الإعلامية المصاحبة للحملة الجوية بقيادة العميد أحمد عسيري نجاحها الكبير في تقديم إيجاز متوازن وشفاف اكتسب احترام العالم.
4. كانت أنواع الطائرات الحديثة والذخائر المتقدمة سبب في دقة الإصابات. 5. أرغمت حملة عاصفة الحزم إيران على معرفة قدرة دول مجلس التعاون بقيادة المملكة على التصدي لها وكشفت الدور الإيراني لمساندة الحوثيين.
8. بينت دقة الإصابة العالية للأهداف الحوثية قيمة التدريب الجيد لطياري التحالف ومقدرتهم الفائقة.
9. حقق الحصار البحري أهدافه.
10. نجحت قوات التحالف الجوية والبرية في إفشال أي هجوم لميليشيات الحوثيين على القرى الحدودية السعودية.
11. أفشلت الحملة الجوية محاولات ميليشيات الحوثي جر التحالف إلى حرب مدن أو حرب استنزاف. 12. أثبتت عاصفة الحزم قدرة المملكة على إنشاء وقياده تحالف فعال والتخطيط الممتاز لحملة جوية عالية المستوى.