تحتفظ ذاكرة المشرف على جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة، عضو مجلس الشورى السابق سليمان الزايدي بذكريات رمضانية جميلة، استعاد جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معه "الوطن" وحاولت الغوص في ذاكرته ليستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل:-
ماذا تحمل ذاكرتك عن الطفولة في رمضان؟
أجمل ما تحتفظ به ذاكرتي، الطهر.. ووالدتي .. ومجتمع القرية النّقي.
هل تتذكر شيئا من تفاصيل قصتك مع صوم اليوم الأول من رمضان؟
اليوم الرمضاني الأول في حياتي كيف..؟! عن أي إجابة تبحثين.. عن أي ذاكرة تفتشين..؟
ما الذي كان يدفعك كطفل للصوم وأنت في ذلك السن؟
التقليد.. محاكاة الكبار.. الغريزة المتجذرة في نفس الطفل لإقناع غيره ونفسه بأنه شب عن الطوق.
ماذا تتذكر أيضا عن رمضان في مرحلة الصبا والشباب؟
كان والدي - رحمه الله - إمام وخطيب الجامع، وكنا ندور في هذا الفلك الإيماني؛ أما في هذه الأيام فقد ذهبت بهجة وألق رمضان، وأصبح معظم الجيل يدور في فلك وسائط التواصل المادية الحديثة.
ماذا كنتم تعملون في ليالي رمضان؟
الكهرباء من نعم الله في هذا العصر؛ ورمضان بدون "كهرباء".. رمضان بدون ليال.
ماذا عن رحلتك مع الدراسة في رمضان؟
المواقف كثيرة لكنني أذكر منها هذا الموقف لأنه فوق تحمّل ناشئ، عندما كنت في الصف الثاني المتوسط كنا نختبر نصف العام الدراسي في شهر رمضان وهو اختبار سلطوي تحسب درجته مناصفة مع درجة نهاية العام ويترتب عليه الإعادة سنة أخرى في حال الإخفاق؛ وفي يوم الاختبار غلبني النوم وتأخرت عن حضور امتحان مادة الفقه في موعدها حيث وصلت إلى اللّجنة بعد أداء الطلاب للاختبار ولمعرفة أستاذ المادة بتفوقي أخذ بيدي إلى مدير المدرسة الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الزامل وكان رجلا قويا ومهيبا فأستأذنه في عقد اختبار خاص بي لقناعته بظرفي وتقديرا منه لتفوقي، فوافقه المدير على مضض على أن أعطى عشرين دقيقة للإجابة وأشترط أن يتم الاختبار تحت نظره وفي مكتبه؛ فبدأت الاختبار باضطراب وخوف وكانت عين على الورقة وأخرى على الرجل الضخم الجالس على المكتب الفخم؛ لكن الله سلّم فقدمت الاختبار في الوقت الذي حدد لي ونجحت بتفوق؛ وهذا من المواقف التي قد لا يتحملها الناشئ لهيبة الموقف ومهابة الأشخاص؛ وثقل الاختبار.
ما برنامجك كمثقف وأديب في رمضان؟
برامج الناس في بلادنا في رمضان تكاد تكون متشابهة؛ وغالبا موزعة بين العبادة والقرأة والعمل والتواصل الاجتماعي والنوم.
ما أكثر المواقف التي لا تزال عالقة في ذهنك عن رمضان؟
منذ عامين رحل إلى دار البقاء أستاذنا معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم الأسبق -رحمه الله- الذي كان يجمع نخبة من التربويين ورجال المجتمع والمثقفين في مكة المكرمة في بداية شهر رمضان على مدى عقدين من الزمان في لقاءت وحوارات مفيدة تعقب صلاة التراويح في الحرم وتمتد إلى الفجر؛ وبرحيل الفقيد محمد الرشيد تفرق الجمع من بعده وافتقدنا تلك اللقاءات المفيدة.
كلمة أخيرة توجهها للصائمين.
الصيام من العبادات التي تهذب النفوس وتقرب بين المتخاصمين؛ وتجمع الأسر؛ وقناة يطل منها أهل اليسار لأصحاب الحاجة والعوز فلا ننسى هذا الفضل بيننا.?