"سابين" فتاة فرنسية عشقت المملكة وعاشت فصول قصة حبها لتقاليد السعوديين وتراثهم خلال ثلاثة الأعوام الماضية، وقادها الأمر بعيدا لتصنع حكايتها في البداية لعمل جديد في مصوغات ذهبية تدمج فيها بين حداثة العصر وأصالة الماضي.
وتحكي الشابة الفرنسية لـ"الوطن" الرواية كاملة منذ قدومها قبل ثلاثة أعوام من اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى الرياض حيث يقطن زوجها، ليجتمع الشمل بينها وبين زوجها وطفلهما الذي يبلغ من العمر عاما واحدا.
تقول سابين بيرجيروت: "إن الحضارة والثقافة البدوية قوية التأثير عند السعوديين، فهم متمسكون بعاداتهم وإرثهم الحضاري، ولفت انتباهي منذ الوهلة الأولى تزين النساء السعوديات بالمجوهرات القديمة التي تعبق بالتراث والأصالة، فأعجبتني تلك العادة جدا، وقادتني إلى التفكير بتطويرها عبر طريقة أدمج فيها بين المجوهرات الحديثة وإرث المملكة، فجاءت الفكرة بأن أجعل المجوهرات مكونة من جزء تراثي وآخر معاصر، وكانت فكرة إبداعية، فالمملكة مليئة بالفرص التي تحفز على الإبداع والتي أخترت إحداها، وأعتقد أنني رسمت شخصية مميزة لي بتفردي بهذا النوع من العمل الفني".
وأضافت الفتاة الفرنسية أنها بدأت بتطبيق فكرة المجوهرات قبل فترة بسيطة في العاصمة الرياض، وساعدها في نجاح معرضها الأول الإلهام الذي وجدته في الإرث التاريخي للمكان والناس، حيث قامت بجهد فردي بتصميم تشكيلة مميزة من المجوهرات، مؤكدة أن كل شيء خلال حياتها اليومية في الرياض مصدر إلهام لها، كما أن كثيرا من المواد التي تستخدمها في التصنيع مأخوذة من المملكة، ولكنها تعطي المجوهرات روحا جديدة وألقا مميزا عبر الصياغة الجديدة لها.
واستطردت سابين بالقول إن ما أدهشها هو الغقبال الكبير على المعرض الذي أقامته، حيث أبدى كثير من السعوديين إعجابهم بالمعروضات، وتحفيزهم لها على بذل المزيد.
وتذكر سابين أن المعرض حضره الكثيرون وأنها فخورة به جدا، مشيرة إلى أن ما صممته من مجوهرات بطابع سعودي سيعرض أيضا في باريس، كما أنها ستخصص مكانا خاصا للهدايا.
وقالت "حملت أفكارا مختلفة عن المملكة، وكنت متوترة من كوني سأسافر إلى مكان لا أعرف عنه الكثير، وأنني سألبس العباءة، وعندما وصلت كان الأمر صعبا حيث إنني لا أعمل وليس لدي عمل أو أصدقاء وأمي بعيدة عني.. ولكنني اليوم أخرج في رحلات كثيرة برفقة زوجي إلى الصحراء، واستمتع بجمال المكان، وعلى الرغم من عدم معرفتي بالكثير من الوجبات السعودية، فإنني كفتاة فرنسية أحب الأكل، ولدينا أصدقاء سعوديون، ماهرون في الطبخ، وتعجبني طريقة طهيهم للطعام، خاصة أن السعوديون كرماء، ويظهر ذلك جليا في أطباقهم، حيث تكون الوجبة كافية لإطعام 50 شخصا بينما لا يوجد على المائدة سوى ستة أشخاص".