أراد القاص عيسى مشعوف من خلال اختياره عنوان مجموعته "إيقاعات العبور" أن يكشف من خلال لفظتي "إيقاع وعبور"، رحلة العبور لقارئه ليودعه التقاطاته السردية، راسلاً عين سارده لتلتقط تفاصيل الظواهر الحياتية المعاشة، ورصد إيجابياتها وسلبياتها، تجلى ذلك بتكثيفه اللغوي في تناوله للحالة المسرودة، واختياره للجمل المناسبة التي توصل فكرته، فتناول في نصوصه إيقاع المحبة، وإيقاع الزمن وتداعياته ومتغيراته المقلقة، وأثرها على الإنسان وسلوكه.

استخدم القاص كلمة الضمير في قصة "تفاعل" لما لهذه الكلمة من دلالة كبرى في حياة الناس، ليؤكد حاجة إصلاح الواقع المعاش لصحوته كي يتطور المجتمع.

"تفاعل..لدغه ضميره فذاب خجلاً في ماء تأنيبه، واستقر في قعر الندم على شكل ذرات صغيرة من الحزن..".

يقول الناقد عزالدين ميرغني: "إن القصة القصيرة تحمل خصوصية المكان الثقافية، ويظهر هذا في تصوير الشخصيات وبيئتها، وظرفها الخاص والعام، ومن ثم مشكلاتها التي تتحرك وتنمو خلالها".

في قصة "ضريبة" كشف القاص القناع عن بعض الآباء في خنق أحلام البنت الموظفة باستغلال دخلها الشهري وعدم الموافقة على زواجها.

"ضريبة.. كفكفت الدموع بحرقة، عمرها يرتحل، شبابها يضيع هدراً، دون إحساس أبوي بمصيرها المقفر، كابوس العنوسة يجثم على مرقدها دوماً بثقل، حتى في رواتبها لم تجدها يوما ممتعة، دفعت ضريبة التعليم من حياتها، فقد طغت مطامع الأب المادية".