يقف بين المسعى والمطاف العلوي، عينه تارة هنا وأخرى في الجهة المقابلة، الجندي عبدالإله الشهراني، أحد منسوبي الدفاع المدني يقول: "أحمل معي حقيبة إسعاف أولية وناقلة إسعاف، وهي من ترافقني دائما خلال فترة عملي اليومية التي أقضي فيها ست ساعات أقف في هذا المكان حاملا حقيبتي، مستعدا لأي طارئ أو عارض صحي".
وأشار إلى أن روحانية المكان تجعله ينسى في بعض الأوقات نهاية دوامه، إذ إن مراقبته للمعتمرين يجعله لا يبالي بالوقت، فآلاف المعتمرين يعبر إما في المطاف أو في الصفا والمروة، ومنهم من يأتي من سفر ويكون الإعياء واضحا عليه، مضيفا "لذا تجدنا دائما نركض في هذه الأماكن للحفاظ عليهم، إذ نضعهم على النقالة وننقلهم إلى الجهات الإسعافية المتخصصة إن احتاج المريض إلى ذلك، وإن لم يحتاج ندعه أكبر وقت ليسترد أنفاسه وعافيته على أن نؤمّن له عربة يكمل مناسكه عليها بعد أن نقدم كل الإسعافات الأولية له".
الشهراني يؤكد لـ"الوطن" أن ما يقوم به ليس عملا وظيفي فقط يتقاضى خلاله الراتب وينتهي عمله، بل أصبح مهمة إسلامية إنسانية تحث على التعاضد والتآخي والتفاني في تقديم كل ما يمكن للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن.