في خطوة تهدف إلى تنظيم الاحتفال بعادة القرقيعان السنوية في منتصف شهر رمضان المبارك، استبدلت بلدات محافظة الأحساء مبدأ أخذ الأطفال للهدايا والحلويات من المنازل إلى إعطاء أصحاب المنازل الهدايا والحلويات، وذلك بعد أن طبقت هذه الفكرة منتصف شهر رمضان الماضي في بعض البلدات التابعة لمدينة العمران وحظيت بتأييد الأهالي.
وأكد مدير فرع مركز التنمية الأسرية في العمران المستشار الأسري حجي النجيدي لـ"الوطن" أمس، أن بلدات العمران نجحت بشكل كبير في تنفيذ هذا الفكرة الجيدة والجديدة في شهر رمضان الماضي والتي هدفت إلى دمج أبناء الفقراء والأيتام والمساكين في صفوف الأطفال الذين يجوبون الأحياء في القرقيعان، بجانب السير بطريقة منظمة بعيدة عن حوادث الدهس، التي تحدث في مناسبات القرقيعان، جراء انتقال الأطفال في الطرقات.
وأبان أن تلك الخطوة من شأنها إدخال السرور في نفوس الأطفال الأيتام والفقراء، وحفظ كرامتهم ومشاعرهم، وعدم الشعور بالتمايز الطبقي، علاوة على خلق حالة من العطاء عند الأطفال منذ الصغر، وكذلك الحد من الإسراف والمظاهر وضبطها في إطارها الصحيح، وخلق حالة من الشعور لدى المجتمع بالتكامل والتعاون والمساواة خصوصا في المناسبات العامة.
وأضاف، القرقيعان هو موروث اجتماعي تتغنى فيه شريحة كبيرة من أبناء المجتمع، وتتجلى من خلاله مظاهر الفرحة والسرور، وكان في الماضي يحتفل الناس بهذه المناسبة ببساطة تامة يقدم من خلالها ما يصنع في البيوت من أكلات شعبية معروفة، حتى حصلت بعض التطورات فيها، وبدأ أفراد المجتمع يقدمون الحلويات والمكسرات والعلب الفاخرة، وباتت ظاهرة تشوبها حالة من التفاخر بالمظاهر من خلال طباعة كروت التهنئة واختيار أفخر أنواع الحلويات والألعاب والمكسرات وغيرها.
وتحتفل مدن وبلدات الأحساء مساء أمس، بـ"القرقيعان"، إذ ينتظر هذه المناسبة الأطفال بفارغ الصبر، ويستعدون لها مبكرا للاحتفال بها، ويرددون فيها الأهزوجة الشعبية الشهيرة "قرقع قرقع قرقيعان .. يا أم قصير ورمضان.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. ويوديكم لهاليكم.. ويلحفكم بالجاعد.. عن المطر والرعد"، في أجواء كرنفالية تمتلئ فيها الشوارع والأحياء بالأطفال وهو يرتدون أزياء جديدة.
وتستعد الأسر لهذه الاحتفالية بشراء المكسرات والحلويات المنوعة لتوزيعها على الأطفال الذين يجوبون الأحياء لجمع القرقيعان، فيما تقيم بعض الأسر "حفلات خاصة" بهذه المناسبة مقتصرة على أقارب الأسرة الواحدة.