أوصت لجنة التحكيم الخاصة بفعاليات مهرجان "ليالي هجر" المسرحية للشباب بالأحساء الذي اختتم أول من أمس بضرورة احترام الأعراق والجنسيات وعدم المساس بها على سبيل السخرية والتعالي علاوة على احتضان أكبر عدد ممكن من الفرق المسرحية الشبابية من مختلف مناطق المملكة.

وأشار عضو لجنة التحكيم المسرحي علي السعيد في كلمته بالحفل الختامي إلى ضرورة الاستمرار في تنفيذ المهرجان في الأعوام المقبلة، وذلك بهدف إيجاد فضاءات مسرحية تنافسية بين الشباب، وإتاحة الفرصة للشباب المنتسبين للدورات المسرحية في كتابة النصوص المسرحية، الأمر الذي يتطلب التوسع في مفردات الدورات والورش التدريبية المسرحية، واشتمالها على كتابة النص وتحليل النصوص المسرحية علاوة على الاهتمام باللغة العربية إذا ما اختيرت كلغة لعروض المسرحية والاشتغال عليها بجدية كأحد عناصر العروض المسرحية، مع التأكيد على أن الممثل هو العنصر الحي الرئيس وأنه يستحق الاهتمام والاشتغال على أدواته بشكل أفضل.

وبدوره، أشار رئيس لجنة التحكيم في المهرجان الدكتور نايف خلف خلال حديثه لـ"الوطن" على هامش الحفل الختامي للمهرجان إلى أن اللجنة طبقت آلية التقييم "الإجمالي" للعروض والأدوات المسرحية طبقا لمعايير مسرحية من خلال خبرة المحكمين بعد وضع معايير محددة، وعزا أسباب امتناع أعضاء اللجنة عن حضور الجلسات النقدية والندوات التطبيقية للعروض المسرحية حتى لا تتأثر اللجنة بالنقاشات، حيث يجب أن تبقى منعزلة وبعيدة عنها حتى لا تتأثر بآراء المشاركين في هذه الندوات والجلسات النقدية، لافتا إلى أنه لا بد أن تكون القسوة برأفة على هؤلاء الشباب في الندوات التطبيقية للعروض حتى لا تتأثر نفسيتهم.

وأوضح أن المهرجان شهد تقديم أربعة عروض شبابية نابعة من دورات تدريبية كانت فرصة لضخ دماء جديدة للمسرح السعودي، لافتا إلى أن الأحساء تمتلك تاريخا مسرحيا كبيرا، مؤكدا أن المهرجان يبعث على الطمأنينة تجاه المسرح السعودي، وأن هناك شبابا لا زالوا يستفيدون من التجارب، ولديهم محاولات لاقتحام العمل المسرح بجرأة وتمرد وتقديم رؤيتهم التقنية الحديثة، وأثبتت تلك العروض أن هناك طاقات شبابية متحمسة لتقديم عروض مسرحية مميزة، متمنيا لهم مزيدا من الدعم وإتاحة الفرصة.

وأكد أن جميع تلك الفرق مرشحة للمنافسة في محافل ومسابقات ومنافسات داخل وخارج المملكة، داعيا الجهات المسؤولة إلى الالتفات إلى هذه الجهود الشبابية ومنحها فرصة تمثيل المملكة مع الوقوف معهم لتزويدهم ببعض الخبرات الاحترافية لهذه التجارب الشبابية.

وبين أن هذا المهرجان يؤكد على أن المسرح مازال حاضرا وقادرا على منافسة حمى الدراما الرمضانية وبرامج التلفزة في رمضان، مضيفا أن أمانة الأحساء سجلت مثالا يحتذى فيه بتكفلها برعاية المهرجان في نسخته الثانية العام المقبل، وأن تلك الخطوة إشارة إلى أن الشأن الثقافي والفني بالمملكة شأن عام تسهم فيه كل قطاعات الدولة الحكومية والأهلية ومؤسسات القطاع الخاص، مبديا إعجابه الشديد بالجمهور في الأحساء على حضوره وتفاعله مع المسرح.

وشهد المهرجان تكريم الممثل السعودي عبدالرحمن المزيعل لحصوله في مهرجان الدوحة المسرحي على جائزة أفضل مساهمة عربية، فيما جرى حجب جائزة التأليف المسرحي لكون الجائزة مرهونة بأن يكون المؤلف من خريجي الدورات المسرحية بينما جميع النصوص هي لمؤلفين مسرحيين معروفين.