يمر المبتعثون في بلاد الاغتراب بكثير من المواقف الطريفة والصعبة، فرغم أن للغربة مساوئ، أبرزها البعد عن الوطن، إلا أن لها محاسن عدة يكتسبها الفرد إما قانعا أم مكرها، هذا هو حال الطلاب المبتعثين السعودين في كندا، الذين أجمعوا على أن لشهر رمضان في الغربة مكاسب كثيرة، أهمها تعميق مفهوم التعاون والتآخي والتآزر فيما بينهم.
ويقول المبتعث لدراسة الهندسة الفراغية في كندا محمد سرور، إن "شهر رمضان الحالي هو أول شهر أصومه بعيدا عن أسرتي في المدينة المنورة، إذ اعتدت على أجواء الأسرة، والحميمية التي تشتهر بها أسر المدينة المنورة، كغيرها من العائلات في باقي مناطق المملكة، غير أن لأهل المدينة المنورة عادات خاصة بحكم حرص أكثرهم على الإفطار في المسجد النبوي الشريف، لما لذلك من طعم خاص".
وعن طقوسهم الرمضانية، يضيف "في رمضان ينقسم الشباب إلى مجموعات يرأسهم أحد الزملاء الذي يتولى توفير الأطعمة والمؤن لشهر رمضان، فيما تتولى المجموعات الباقية التجهيز للإفطار، والطبخ، والتحضير له".
وأشار سرور إلى أن "رمضان أبرز عددا من الشبان الماهرين في طهي وجبات معينة، فهناك من يجيد تجهيز السمبوسة، وآخر يجيد إعداد القهوة العربية، وثالث يجهز الشوربة، وهكذا.. ورغم أن طبخ الشباب لا يقارن إطلاقا بطبخ المنزل، وما تعده الأسرة عادة إلا أن له طعما خاصا، ومما يزيده طعما ورسوخا في الذاكرة التعليقات الطريفة التي تطال الشباب على طبخهم، إما بسبب زيادة الملح، أو لعدم نضج الطعام".
من جهته يقول المبتعث لدراسة تخصص الجراحة في الطب عبدالرحمن عبدالله أبو شبابة، إن "المشكلة لا تتعلق بالطبخ والتحضير له، ولكن في توفير الأطعمة التي اعتاد عليها المجتمع السعودي التي بالكاد نعثر عليها هنا، وإن عثرت عليها تباع بأسعار مرتفعة جدا، ولا تتوفر في كل مكان، وأحيانا نضطر للسفر من مدينة إلى أخرى لشراء غرض معين".
وعن المواقف الطريفة التي قابلته في بلد الابتعاث، قال "في اليوم الأول من شهر رمضان استعد أحد الزملاء لإعداد السمبوسة، ولكونه حديث عهد بذلك، تسبب في إشعال النيران في المطبخ، ما دعا فرق الإطفاء إلى الحضور والسيطرة على الحريق، فكان هذا الموقف من المواقف الجميلة والطريفة التي لا تنسى".