-وسُرعان ما يرتوي هذا الهلال ومِن كأس سلمان العذب الفرات، في ثوانٍ أبت الكرة فيها أن تتوقف قبل أن تتوج الهلال بطلا لها.

 ظفر الأزرق باللقب، تحقيق البطولات في نادي الهلال هو مسألة وقت ليس إلا وأتحدث هنا عن بطولة في كل عام على الأقل وفي أسوأ الأحوال، في هذا العام اختار الزعيم أن يكون هو مسك الختام لموسم رياضي طويل غير مُرضٍ للهلاليين، وعندما أقول أختار أعني بأنه طالما لم يتبق في الموسم الرياضي سوى بطولة واحدة والهلال لم يحقق أي بطولة فعلى الجميع أن يستسلم مُتيقنا بأن كأسها لن يخرج عن الأسوار الزرقاء، لذا كان النصر في ورطة فتسجيله لهدف أمام الهلال وفي هذه الظروف يعني اقتراب خسارته التي جعلها الهلال مثيرة، ترك لهم الزعيم الفرح بدقائق ليظفر هو بالتاريخ. عجيب هذا الهلال خسر آسيا مغدورا، فوصل نهائي بطولة، وحصل على أخرى أمام بطل الدوري وندّه الدائم النصر، أمام الهلال دقيقة واحدة نعم قادرة على قلب الطاولة وتغيير ترتيب الصاعدين إلى المنصة ما بين أول وثان، ولو كنت تميل لهذا الأزرق الفخم لعرفت أن بطولة واحدة لا تكفي ولا تملأ الشغف الهلالي وعلاقته بالذهب الخالص. سقف الطموح في الهلال يختلف عن غيره من الأندية السعودية فهو لا يخضع لأي ظروف وحجج واهية أو حقيقية حتى وإن لم يرتفع لن ينخفض، إن كانت هناك أربع كراسي شاغرة للأبطال فعليك حجز أحدها على الأقل للهلال. نعم هو الأكثر ثباتا، الهلال في جدة كان أقرب للبحر ليرتفع موجه ويُغرق النصر. كان أقرب للسماء ليكون أقرب من مُحبيه. كان أقرب لصديقي بندر. كان أقرب للفرح للقصيد. شعرنا في هذا الموسم برئيس مُكلف ومدرب طوارئ بأنه في العناية المركزة ليظهر للجميع ويقول أنا حاضر وإن ترددت أنا بطل وإن تأخرت أنا للمنصات وإن تعثرت هلال يشع وبالفرح يشيع وإن طال غيابه، يقول رئيسه السابق عبدالرحمن بن مساعد

 في رائعته الأربعين وكأنه يصف هلاله:

ماتعبت أرقى وأرقى بالدعاء حالي تشابه

مقدر أنزل ولو أبنزل غصب ترقى بي رجولي

- أما عما حدث بعد المباراة من بعض لاعبي النصر، ليس له مبرر إلا أن ما فعله الهلال داخل الملعب رد عليه لاعبو النصر خارجه وليس هكذا تورد الإبل. أتمنى أن يتم إيقاف مثل هذه التصرفات، أيا كان مصدرها، فالسكوت عنها حتى لو انقضى الموسم يعني أنها طبيعية وتكرارها وارد، عندما يعتدي لاعب على لاعب يتم إيقافه فما بالك عندما يتم الاعتداء على مشجع وإن أخطأ لا تتم معالجة خطئه بخطأ أكبر، النصر وغيره أكبر وفي غنى عن مثل هذه التصرفات الفردية التي لا تمثل إلا أصحابها، ولمثلهم وغيرهم أتساءل بحسرة وحُرقة: هل رأيتم لاعبي يوفنتوس بعد نهاية أقوى وأعظم بطولة في العالم؟ أم أنهم غير محترفين ومُحبين لأنديتهم مثلكم، للأسف أن الرياضة في كل العالم توحد الشعوب إلا في بلادي..!

-همسة؛

ما لهذا الهلال آخِر!