كشف عضو اللجنة الثورية الحوثية سابقا عبدالناصر العوذلي، الذي انشق عن اللجنة فيما بعد وأعلن ولاءه للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، أن الجماعة المتمردة تعيش أوضاعا مزرية، وأن هناك كثيرا من القيادات يرغبون في الانشقاق، متوقعا أن يحدث ذلك في الفترة القليلة المقبلة، بسبب تردي الأحوال داخل الجماعة، والتدهور الذي حدث في كامل البلاد، مشيراً إلى أن عمليات التحالف العربي الذي تقوده المملكة أربكت حسابات المتمردين، ودفعهتم إلى التراجع في كثير من المواقع التي اجتاحوها. كما تحدث عن كثير من الجوانب التي تجدونها بين سطور الحوار التالي:
ما الأسباب التي دفعتكم للانشقاق؟
لأني وجدت أن هذه الجماعة منذ سيطرتها على صنعاء أخفقت في إدارة البلاد، وإيجاد هوية للبلد، وكان وعد الحوثي لي شخصيا أن لا نية لديهم لاقتحام الجنوب، وكعادته كذب، ومن ثم رأينا أن هذه الجماعة المسلحة لا تستطيع أن تنشي دولة أو تفي بوعودها، ورأيت أن مواصلة العمل معهم غير ممكنة، لذلك اخترت أن أنأى بنفسي، لأنهم لا يريدون غير تنفيذ المخطط الإيراني وإثارة حرب مذهبية طائفية.
كيف استطعت الخروج من لجنتهم الثورية؟
كان هناك ميثاق شرف بيننا وبينهم، ولكنهم نكثوا بكل المواثيق، أولا باجتياحهم الجنوب، كما عجزوا عن التصرف كسلطة رسمية بعد 21 سبتمبر، ووجدناهم يعيثون في المحافظات جهلا وفسادا، وبعد سيطرتهم على العاصمة أصبحت البلاد تعيش فراغا دستوريا، لذلك كان خروجي بعد قناعة تامة، ونسقت مع بعض الشخصيات، فخرجت إلى حضرموت وأعلنت انشقاقي.
ترأس محمد الحوثي أول اجتماع للجنة بدار الرئاسة وكنت أحد الحاضرين، ماذا دار بينكم؟
اجتماعهم لم يخرج عن تشكيل مجلس رئاسي ووطني وتشكيل حكومة، ولكن لم يتم عمل شيء مما طرح، وكان الحديث شيئا والواقع شيئا آخر، مجرد جلسات لا فائدة منها، لمجرد تبادل الآراء.
كيف كان التواصل الإيراني مع أعضاء اللجنة؟
التواصل الإيراني لم يكن عن طريق اللجنة الثورية، ولكن عن طريق المكتب السياسي عبر أشخاص معينين مثل صالح الصماد، ومحمد عبدالسلام، وغيرهم. وعندما يكون لدينا اجتماعات في المكتب السياسي نجد الإيرانيين حاضرين، كما كنا نلتقي بهم مع قيادات المكتب السياسي الحوثي، خصوصا عند زيارتنا إلى صعدة.
أين كانت تتم اجتماعاتكم، وهل كانت الضربات الجوية مصدر قلق لكم؟
الاجتماعات في دار الرئاسة بشارع الستين، وفي القصر الجمهوري المتفرع من شارع التحرير، والغارات كانت تصيب الحوثيين بالرعب، ولكننا كنا نجتمع قبيل وقوع تلك الضربات في ساعات الظهر.
صف لنا العلاقة بين الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح؟
العلاقة بينهم استراتيجية، منذ حصار عمران، وكان يظهر لنا هذا التعاون الوثيق وخصوصا في الجانب العسكري، فالجماعة الحوثية ليست قادرة على السيطرة والقيام بحروب منظمة، كان الحرس الجمهوري بخبراته القتالية وتجهيزاته العسكرية هو الذي يدير المعارك، وتجلى ذلك بعد سقوط صنعاء، وكانوا على وشك تشكيل مجلس عسكري برئاسة أحمد علي صالح، ولكن هذا الاتفاق لم يتبلور إلى واقع، لأن الجماعة لها أجندة أخرى.
من يسيطر حاليا على الحرس الجمهوري والجيش وصاحب القرار؟
المخلوع صالح هو اليد المحركة للجيش، ويحرك كل القوات، ويفرض هو ونجله أحمد سيطرتهما ويديران كل العمليات العسكرية في اليمن، وفصائل وكتائب وألوية الحرس الجمهوري تتلقى الأوامر منهما حتى اللحظة.
كيف ترى أثر عمليات التحالف على مشروع الحوثي؟
العمليات أربكت كل خططهم ودمرت كل عتادهم الذي سيطروا عليه بعد حروبهم، والسيطرة على مؤسسات الدولة، ولولا تمكنهم وسيطرتهم على بعض الألوية لكانت نهايتهم سهلة جدا ولتم الانتهاء منهم كليا، وعمليات التحالف قصمت ظهورهم وأربكت حساباتهم، ولولا ذلك لتمكنوا من احتلال كل اليمن.
من أين يحصل الحوثيون على الأسلحة؟
الأسلحة كانت تأتيهم من إيران، إضافة لما حصلوا عليه في الحروب السابقة، أضف لذلك سيطرتهم على الكثير من ألوية الجيش ومخازنه التي نهبوها بعد دخولهم صنعاء ووزارة الدفاع.
هل صحيح أن عناصر الميليشيات تستخدم الحبوب المخدرة؟
يسمونها حبوب الشجاعة، وهي عدة أنواع وتأتي من إيران، بكميات كبيرة جدا، هذه الحبوب يستخدمها كل مقاتلي الحوثي، فهي تجعلهم يعيشون في أوهام، كما يقوم الحوثي بتوزيع حبوب منع الحمل، من أجل تخثير الدم، ويرون أنها تساعد الجندي إذا أصيب وتمنع عنه نزف الدم.
هل تتوقع أن تتواصل الانشقاقات في صفوف الحوثي وجنوده؟
هناك الكثير داخل اللجنة الثورية نفسها متذمرون ويرغبون الانشقاق، لأنهم يرون أن الجماعة المتمردة غير قادرة على إدارة البلاد، كما أن كثيرا من المقاتلين يهربون من ساحات المعارك، ومعظمهم أطفال دون سن 15 سنة.