واصل مقاتلو المقاومة الشعبية في اليمن تصديهم لميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، واستمر الثوار في ثباتهم واستبسالهم في كل مناطق المواجهات، إذ أرغموا ميليشيات الإرهابيين على التراجع، بعد أن كبدوهم كثيرا من الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، وأبطلوا خططهم الرامية إلى التسلل إلى أحياء المدن التي لم يستطيعوا دخولها. في غضون ذلك، واصل طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، شن غاراته العنيفة على مواقع المتمردين الحوثيين في محافظتي صعدة ومأرب. وأشار شهود عيان إلى أن ألسنة اللهب ارتفعت فوق الأماكن التي استهدفتها الغارات، كما سمع دوي انفجارات ضخمة استمرت فترة طويلة بعد انتهاء الغارات، مما يرجح احتمال أن تكون المواقع تستخدم لتخزين أسلحة وذخائر. وأكدت المصادر أن السكان المحليين توجسوا من استخدام المتمردين للمضادات الأرضية، مشيرة إلى أنها باتت هاجسا يؤرق المدنيين، بعد أن أكد تقرير أممي أصدرته منظمة العفو الدولية بأن هذه المضادات القديمة هي السبب في مقتل وإصابة مئات المدنيين، بسبب قذائفها المتخلفة التي تنفجر بمجرد عودتها واصطدامها بالأرض.

اعتراف المتمردين

شنت مقاتلات التحالف غارات عنيفة على مواقع جماعة الحوثيين المتمردة. وأكدت مصادر محلية أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في غارات جوية عدة لطيران التحالف، استهدفت منطقة العند، في محافظة صعدة، شمالي اليمن.

واعترفت الجماعة المتمردة بقوة الغارات التي شنتها طائرات التحالف، وقالت صفحة "شباب الصمود" التابعة للمتمردين، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الغارات العنيفة التي شنتها طائرات التحالف أمس واستهدفت منطقة العند في محافظة صعدة، شمالي اليمن، أسفرت عن مقتل وإصابة مئات المقاتلين.

وفي محافظة مأرب، الغنية بالنفط، شرقي اليمن، أغار طيران التحالف، في الساعات الأولى من صباح أمس، على مواقع متفرقة يتمركز فيها الحوثيون. وقال شهود عيان، إن "طائرات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في مناطق الجفينة والزور والمشجح، غربي مأرب، وأكدوا أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا نتيجة للقصف".

وتكمن أهمية مأرب في أنها تحتضن حقول النفط والغاز، وتوجد فيها محطة الطاقة الكهربائية الرئيسة، التي تمدّ العاصمة صنعاء وكثيرا من المدن اليمنية بالكهرباء.

وفي محافظة عدن، جدد طيران التحالف قصف مواقع الحوثيين في منطقة جعولة، والتواهي، وأكدت مصادر وسط المقاومة الشعبية أن غارات أخرى استهدفت مواقع المتمردين حول مطار عدن الدولي، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الانقلابيين، مشيرة إلى أن العشرات من الجنود شوهدوا وهم يلوذون بالفرار في محيط المكان، ما جعلهم هدفا لنيران المقاومة التي فتحت نيرانها تجاههم.

استبسال الثوار

وعلى صعيد المواجهات الميدانية التي تدور على الأرض بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين المسنودين بفلول المخلوع صالح، في كثير من المدن والمحافظات اليمنية، أكد شهود عيان أن الانقلابيين قصفوا بشكل عشوائي أحياء سكنية عدة في مدينة تعز وسط اليمن، ما أدّى إلى تدمير جزئي

لمنازل متعددة. وأضافوا أن القصف امتد ليشمل أحياء الروضة، والشماسي، وحوض الأشراف. ما أسفر عن احتراق وتدمير جزئي لعدد من منازل المواطنين.

كما أضافت مصادر محلية باحتراق منازل عدة، جراء استهدافها بقذائف صاروخية من قبل الحوثيين، وأن انفجارات القذائف تسببت في حالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين الذين يقطنون الأحياء المستهدفة.

وفي محافظة إب، قالت مصادر مطلعة في المقاومة الشعبية إن الثوار هاجموا أمس ثكنة عسكرية للحوثيين في محافظة إب متمثلة في إدارة الأمن. وأكدت المصادر أن المقاومة الشعبية هاجمت الثكنة الموجودة في إدارة أمن رحاب، ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى وسط المدنيين. كما هاجمت المقاومة في وقت سابق من الليلة نقطتين للحوثيين والجيش الموالي للمخلوع في مفرق رهيش ونقطة نقيل العلس منور.

من جهة أخرى، قالت مصادر إن 24 من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع قتلوا في مواجهات مع المقاومة في مدينة الكود بمحافظة أبين جنوبي البلاد، كما قتل عشرة آخرون في اشتباكات مماثلة في مأرب.

اشتباكات عنيفة

أما على صعيد عدن، قال سكان محليون إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت باكر أمس بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، وأفراد المقاومة الشعبية من جهة أخرى في مناطق خور مكسر، وجعولة، والممدارة. وأضافوا أن الأوضاع الإنسانية في عدن تفاقمت بشكل كبير جراء استمرار المواجهات المسلحة منذ أكثر من شهرين.

كما شهد المدينة تدهورا في الأوضاع الاقتصادية والصحية، إذ لم تعد المستشفيات قادرة على تأمين الوجبات الغذائية للجرحى، ما دفع مجموعة من الشباب إلى تجهيز الوجبات الغذائية في المنازل وتوزيعها على الجرحى في عدد من مستشفيات المدينة. ودعا وكيل محافظ عدن، نايف البكري، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدينة، ما وصفها بمجازر إبادة جماعية ترتكبها ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع. وأضاف أن ميليشيا الحوثي وصالح تمارس سياسة الأرض المحروقة باستهدافها خزانات الوقود في ميناء الزيت بمديرية البريقة، ما تسبب في اشتعال النيران بشكل كبير.

في غضون ذلك، أفاد مصدر مسؤول بأن الحوثيين قصفوا مجددا صباح أمس، ميناء الزيت التابع لشركة مصفاة عدن الحكومية. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن قصف ميناء الزيت بمنطقة البريقة أدى إلى تضرر أحد زوارق خفر السواحل وإصابة عدد ممن كانوا على متنه. وأكد المصدر أنه تم إخماد أجزاء كبيرة من النيران المشتعلة منذ السبت الماضي في مصفاة عدن، جراء انفجار أحد خزانات الوقود الواقعة داخل ميناء الزيت بعد قصف شنه الحوثيون وقوات صالح عليها. وما يزال الدخان الكثيف يغطي أجواء منطقة البريقة التي يقع بداخلها ميناء الزيت، وهو الميناء الوحيد الذي تسيطر عليه المقاومة الشعبية بعدن.

منع الإغاثة الدولية

وكانت الحكومة اليمنية أكدت في بيان لها نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الرسمية، أن ميليشيا الحوثي وصالح تهدف من وراء إحراق الميناء إلى إغلاق كل طرق المساعدات الإنسانية لأبناء وأهالي عدن الذين يتعرضون منذ أشهر لإبادة وحشية من هذه الميليشيات.

أما في إقليم أزال الذي يضم محافظات صنعاء وصعدة وحجة، نفذت المقاومة الشعبية صباح أمس هجوما استهدف طقما لميليشيات الحوثي وصالح، قرب منطقة رصابة، شمال مدينة ذمار، وسط اليمن.  وذكر المكتب الإعلامي للمقاومة في إقليم آزال أن أبطال المقاومة هاجموا الطقم التابع للميليشيا قرب مفرق حمام علي، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات التي كانت تستقل الطقم، مؤكدا أن الهجوم أسفر عن إعطاب الطقم. وعلى صعيد ذمار، قالت مصادر محلية إن عناصر من ميليشيا الحوثي اختطفوا رئيس فرع الإصلاح بالدائرة 205 في مديرية ضوران آنس، بمحافظة ذمار، عبدالرحيم الدغار، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وفي محافظة شبوة، لقي خمسة من مسلحي الحوثي مصرعهم، إثر كمين نصبته المقاومة الشعبية. وأكد مصدر محلي أن عناصر المقاومة استهدفوا إحدى المركبات التي تقل مسلحين حوثيين بعبوة ناسفة في حارة علي بن أبي طالب، بمدينة عتق عاصمة المحافظة، ما أدى إلى مقتل خمسة مسلحين حوثيين.  من جهة أخرى، أكد المصدر أن اشتباكات عنيفة اندلعت، في وقت باكر أمس، بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي في شبوة. وأشار المصدر إلى أن المقاومة الشعبية قصفت بالمدفعية عددا من مواقع الحوثيين في الضلعة والخزان بالمحافظة.