تواصل دولة الخلافة المزعومة "داعش" حملات التسويق لمنتجها المدني الجديد كليا، بالمزيد من العروض المثيرة وبث روح المغامرة لدى المستهدفين من الشباب، وآخر هذه الأساليب عرض الجواري الإيزيديات وهن عاريات في سوق الرقة، وتداولهن كأسهم سوق تباع وتشترى في أقل من دقيقة.
هذا السلوك التسويقي المشوق لم يعرف إلا مع الدواعش، فالتنظيمات الجهادية السابقة كانت تسوق لنفسها بالجنة والحور العين، غير أن "داعش" ارتأت أن يكون هناك نصيبا في الدنيا، بمنح المجاهدين الأموال والجواري والسلطة، مع ضمان بقاء نصيبهم في الآخرة من حوريات وأنهار خمر.
وتبدو مسألة عرض الجواري عادية إن لم تكن مقززة في نظر المجتمعات، لكن بالنسبة للشباب المتحمس للأمة أو للطائفة أو حتى لنفسه، هي قمة المغامرة أن يعود بك الزمن إلى ما قبل 1000 عام، وتقف بثوبك الفضفاض وعمامتك وعنفوانك أمام جارية جميلة تقلب أطرافها قبل أن تهم بشرائها وبثمن زهيد!
وهناك أساليب إغراء أخرى تنتهجها "داعش" لجذب الشباب الأوروبي وتجنيدهم، إذ يؤكد المفكر السياسي الأميركي جوزيف ناي أن "داعش" تعد المنضمين إليها تحت لواء دولة الخلافة بتوفير المنزل والسلاح والعلاج والكهرباء المجانية، ولأطفالهم المدارس التي تضمن التنشئة الدينية، وللفتيات وعود بالحب والرومانسية والزوج الحلال، وبالفعل وصلت حتى اليوم 500 فتاة من أوروبا يبحثن عن حياة مماثلة!
وتعتمد "داعش" في حملتها الترويجية هذه على آلة إعلامية ضخمة، تواصل عملها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال مدونات خاصة، ومن خلال مجلة "دابق" الإلكترونية الناطقة باللغة الإنجليزية التي تستهدف الشباب الغربي وتمنحه المزايا للالتحاق بالتنظيم، وهو ما يستوجب حشدا إعلاميا عالميا مضادا للحد من حجم الاستقطاب وإقناع الشباب بأن هذه الحياة التي يبحثون عنها ليست سوى جحيم دنيوي ومصير مجهول.