فهد أحمد الصالح



تتباين ثقافة المسؤولية الاجتماعية بين المجتمعات مثلما تتباين في أفراد الأسرة الواحدة وهذا أمر لا يستغرب وإلا لكنا أقرب إلى المثالية كأفراد وكمجتمعات وهو أمر لا نقول بإمكانية حدوثه في الأصل، ولكن يكفي من السوار ما طوق المعصم لأن هذا الدور إذا قام به البعض فإنه يكفي عن الآخرين، ولكن مع ذلك كله فهي ثقافة لا بد أن يتعاون الناس على نشرها لنحقق الاكتفاء بضمان القاعدة القادرة على القيام بالمسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا الفاضل، فالناس للناس وعلى بعضهم بعد الله يعتمدون وعلى قضاء حوائجهم ومستلزماتهم يتكئون على بعضهم، وهي سنة الحياة خاصة وأن لدينا في هذا المجتمع محتاجين ومعوزين وليس لهم في ذلك إلا جهود المخلصين سواء بالمال أو الفكر أو الجهد أو بالمشورة والتشجيع.

وهذا لا شك جانب مهم في الحياة ويتحقق معه التكافل الاجتماعي بصورة رائعة، غير أن المسؤولية الاجتماعية لا تقف عند هذا الحد فالكثير من المحافظات بوطننا الشاسع قام الأهالي على نهضتها وازدهارها وصدقوا في التعاون وتحديد أولويات المنفعة والحاجة، فأصبح لديهم مراكز ومحافظات في غاية السمو والروعة والأناقة والتخطيط والنشاط السكاني والإنساني والخيري والاجتماعي بصورة تدعو للتوقف عندها واستنساخ تلك التجارب لتستفيد منها مدن وطننا، لأن هذا قاد المذنب لاكتمال الخدمات والتواصل بالمراكز الرئيسة للدوائر الحكومية والوزارات وطرقوا أبواب المسؤولين بأدب جم وأدركوا حاجات بلدهم وضمنوا الدعم والمساندة بالتواصل المجتمعي الجميل فأنجزوا ما ستحمده لهم أجيالهم الوفية.

إن ثقافة المسؤولية الاجتماعية في أهالي محافظة المذنب تستحق الحديث عنها لأنهم على قلب رجل واحد فيما يخص محافظتهم، فتجد لديهم اجتماع سنوي لأهالي المذنب ويقام في الرياض بحكم وجود الأغلبية من الأهالي ويرعى الحفل كل سنة أسرة أو أكثر من أسر المذنب، ويقام في كبرى قاعات الاحتفالات لأن الحضور كبير، ويبدأ بعد صلاة العصر حتى آخر الليل، وانطلاقته تكون مع الأسر المنتجة من أسر المذنب تحديدا ويشجعهم الأهالي ويبتاعون منهم بمشاركة أصحاب الحرف اليدوية وهواة القطع الأثرية، فيكون هذا الوقت بمثابة التظاهرة التشجيعية المجتمعية التنافسية البارزة، ويخصص لها جوائز تقدم نهاية الحفل، وبعد هذا يستمعون لمحاضرات وندوات متنوعة من المبرزين من الأهالي وأصحاب التجارب كي تنتقل الفائدة للجميع ويعم النفع على الحضور، وتنقل تلك المحاضرات إلى النساء كي تكون المنفعة أشمل، وبعدها الحفل الخطابي والأدبي، ويختتم الحفل بالجوائز التشجيعية المتنوعة وتكريم المستحقين. وهذا يستحق وقفة شكر لأهالي المذنب.