سيطر ارتباك كبير على المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إثر تطور عمليات المقاومة الشعبية، ووصول أعداد كبيرة من المقاتلين الذين تلقوا تدريبات عسكرية متطورة إلى محافظة عدن، وتزامن ذلك مع انسحاب جزئي مفاجئ لقوات الانقلابيين من مواقعها في مدينة عدن، لتعزيز وجودها في مناطق أخرى من البلاد. وقالوا إن كتيبتين من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، الموالية لصالح، تحركت نحو العاصمة صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة. كما أفاد مسؤولون عسكريون وأمنيون أمس بانسحاب جزئي مفاجئ لقوات التمرد من مواقعها في مدينة عدن، لتعزيز وجودها في مناطق أخرى من البلاد.

إلى ذلك، واصل مقاتلو المقاومة الشعبية تصديهم لميليشيات التمرد الحوثي المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح في كثير من المواقع، حيث أرغموا المتمردين على الانسحاب من معظم المواقع التي سيطروا عليها، وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. يأتي ذلك في ما تواصلت غارات طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع الانقلابيين، ودعم الشرعية الدستورية متمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. واستهدفت مقاتلات التحالف أماكن المتمردين في كثير من المدن وقصفتها بشدة،

تقدم مضطرد

ففي تعز، لقي عدد من عناصر الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مصرعهم في اشتباكات مع المقاومة الشعبية. وأفاد مصدر إعلامي بمقتل 11 انقلابيا وإصابة 26 آخرين في اشتباكات عنيفة مع كتائب الثوار بأحياء الزنوج، والأربعين بتعز، كما قُتل أحد رجال المقاومة الشعبية وأصيب عشرون آخرون. وأضاف المصدر أن المواقع العسكرية في منطقة جبل جرة تعرضت إلى قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات لمدة تسع ساعات متواصلة، إلا أن المقاومة ظلت مسيطرة على الموقع. وقال أحد عناصر المقاومة إن قتلى متمردين سقطوا بأطراف الجبل. كما قصف الانقلابيون أحياء سكنية عدة في أعنف قصف يستهدف المدينة، استخدموا فيه الدبابات والمدفعية الثقيلة.

في المقابل، شنت المقاومة هجوما على ميليشيا الإرهابيين وقوات صالح في موقعي الضِلعَة والحَصاة بعد وصول تعزيزات إليها، حيث تمكنت من التقدم إلى أطراف منطقة النَقَبة.

كارثة بيئية

أما في عدن، فقد قصفت ميليشيا الحوثي وقوات صالح ميناء "الزيوت" في منطقة البريقة، ما أسفر عن احتراق خزانات الوقود بالميناء، كما قُتل القائم بأعمال المدير التنفيذي لمصافي عدن وأصيب ثلاثة عمال.

وفي الجبهة الشمالية الغربية لعدن، أجبرت المقاومة الشعبية ميليشيا الحوثي وقوات صالح على الانسحاب من مبانٍ سكنية كانوا سيطروا عليها قبل أيام، مثل مدرسة البساتين. وتراجع الانقلابيون باتجاه محافظة لحج، غير أنهم قصفوا مديرية الشيخ عثمان ومنطقتي المنصورة والتقنية، لتبقى المعارك بالمدينة دون حسم من أحد. وكان مسؤولون عسكريون وأمنيون قد أفادوا أمس بانسحاب جزئي مفاجئ لقوات الانقلابيين من مواقعها في مدينة عدن، لتعزيز وجودها في مناطق أخرى في البلاد.

في غضون ذلك، وصلت دفعة من 650 عنصرا من المقاتلين الذين تلقوا تدريبات متقدمة خلال الأشهر الماضية للمشاركة في القتال ضد المتمردين في عدن.

وأشارت مصادر مطلعة إلى اتفاق على تشكيل مجلس عسكري في عدن، يتولى رئاسته أحد مستشاري الرئيس عبد ربه منصور هادي.

خسائر فادحة

وعلى صعيد محافظة البيضاء، التي تشهد معارك عنيفة بين ميليشيات التمرد الحوثية والمقاومة الشعبية، لقي أربعة انقلابيين مصرعهم، كما قتل قيادي للانقلابيين في محافظة ريمة برصاص مسلحي المقاومة.

وأشارت مصادر قبلية إلى أن الإرهابيين اضطروا إلى مغادرة منطقة "الزوبة" في "قيفة"، بعد أن قتل منهم المئات في مواجهات وصفت بالأعنف خلال اليومين الماضيين. كما قتل خمسة حوثيين بهجوم للمقاومة في مديرية ذي ناعم في المحافظة نفسها فجر أمس، وتدمير 15 دورية عسكرية.

وكانت مصادر محلية قد ذكرت أن قوات المقاومة استأنفت نشاطها المسلح ضد الميليشيات الإرهابية، كما نفذت كثيرا من العمليات النوعية التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من المسلحين، واضطر آخرون إلى الانسحاب من المواقع والمناطق التي كانوا استولوا عليها خلال الشهور الماضية.

وأكدت أن المسلحين الإرهابيين فوجئوا بالعودة القوية للثوار في مناطق المحافظة، التي كانت شهدت مقاومة مسلحة عنيفة نهاية العام الماضي مع دخول المسلحين، وبالذات في مدينة رداع والمناطق القبلية المحيطة بها.

في غضون ذلك، نفذ طيران التحالف الذي تقوده المملكة غارات جوية مكثفة أمس، حيث شن 11 غارة على معسكر الماس التابع للحرس الجمهوري الموالي لنجل المخلوع صالح، ودمرت الغارات كميات من العتاد العسكري الذي كان الحوثيون قد استولوا عليه من المعسكر. وفي إقليم تهامة قصف طيران التحالف ثكنات عسكرية ومنازل عدد من القادة الميدانيين في محافظتي حجة والحديدة.

كما استهدفت مقاتلات التحالف بعشرات الغارات مواقع الإرهابيين في مدينة صعدة، وجرف سليمان، بمنطقة مران معقل زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، وفي مطار عدن ومنطقة البساتين شمال عدن، حيث دمرت مدفعيات وعربة كاتيوشا كانت ميليشيا التمرد تقصف بها أحياء المدينة. 




..والمقاومة تضرب الحوثيين في حاضنتهم


تواصلت المواجهات في إقليم أزال الذي يضم العاصمة صنعاء ومحافظات حجة وصعدة، ويمثل الحاضنة الاجتماعية والمذهبية للحوثيين، وقالت مصادر وسط المقاومة الشعبية إن مسلحيها نفذوا 45 عملية عسكرية ضد أهداف تابعة لميليشيات الحوثيين وصالح في محافظتي ذمار وصنعاء خلال أسبوعين، أسفرت عن مقتل 36 من مسلحي الميليشيات بينهم قياديون وجرح 90 آخرين.

وصعد الثوار من وتيرة عملياتهم التي تستهدف المتمردين الحوثيين، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، وقالت المقاومة الشعبية في الإقليم إنها استهدفت أمس مقر تجمع ميليشيات الحوثيين وقوات صالح في مدينة معبر، بمحافظة ذمار، بجنوب صنعاء، وإن قتلى وجرحى سقطوا جراء الهجوم، الذي استخدمت فيه القنابل اليدوية.

ويضم إقليم أزال العاصمة صنعاء ومحافظات عمران وصعدة وذمار، وكانت المقاومة الشعبية أعلنت أنها نفذت خمسا وأربعين عملية عسكرية ضد المسلحين الحوثيين وقوات صالح خلال أسبوعين.