فيما واصلت قوات الأسد مجازرها أمس في حلب وبعض المدن السورية، أكدت مصادر رسمية وفاة معاون نائب الأسد اللواء محمد ناصيف خيربيك 78 سنة، الذي شغل مناصب عدة في نظام حافظ الأسد وامتد لعهد ابنه بشار، وقالت المصادر إن ناصيف توفي بمستشفى الشامي بدمشق بعد تعرضه لجلطات قلبية عدة ودخوله في غيبوبة منذ قرابة الشهر.
وأوضح مراقبون أن ناصيف ترأس فرع الأمن في عهد حافظ الأسد، وكان مساعد رفعت الأسد بمجازر مدينة حماة عام 1982، وشغل في الآونة الأخيرة منصب مستشار الأسد كنائب رئيس الجمهورية بالوكالة بسبب غياب فاروق الشرع.
وقالوا إن ناصيف كان عميل إيران في سورية، وإنه كان من أخطر الرجال الذي اعتمد عليهم حافظ الأسد في التأسيس لجمهورية الخوف حيث كان يده اليمنى في التمكين لنظام طائفي، بدأ يتفكك على يد السوريين منذ بدء الثورة وحتى الآن، مشيرين إلى الدور الذي لعبه ناصيف في لبنان خلال ما عرف بـ"فترة الوصاية السورية" في التسعينات وصولا إلى 2005، عندما كانت دمشق تتفرد بالنفوذ تقريبا على الساحة السياسية اللبنانية.
وأضافوا أن ناصيف شغل منصب نائب مدير المخابرات العامة. وكان بالإضافة إلى منصبه كمعاون لنائب الرئيس، يعد من المستشارين المقربين من بشار الأسد في الشؤون الأمنية. وأدرج الاتحاد الأوروبي في 2011 اسمه على لائحة المسؤولين السوريين الذين فرض عليهم عقوبات لدورهم في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام. يأتي ذلك فيما ارتكب النظام الأسد مجزرة في حلب مساء أول من أمس بالبراميل المتفجرة، وقالت الهيئة العامة للثورة أن طائرات الأسد قصفت المناطق الواقعة بين حي الهلك وحي الحيدرية لحظة أذان المغرب ساعة الإفطار، مخلفة مقتل 10 أشخاص، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع.
وأضاف المرصد أن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على الزبداني بريف دمشق، وكذلك على بلدة معرة النعمان في إدلب، واللطامنة وقلعة المضيق في حماة.
وفي الريف الشمالي من حمص، كثفت طائرات النظام غاراتها على البلدات والقرى مستخدمة صواريخ فراغية، فردت قوات المعارضة بقصف معاقل وحواجز قوات الأسد في القرى الموالية لتلك القوات.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد وقوات المعارضة على الأطراف الغربية والشرقية من مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، كذلك اندلعت اشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة في بلدة عربين بريف دمشق.
وقصف الطيران التابع للنظام قرى في جبل التركمان بريف اللاذقية أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما سقط صاروخ أرض - أرض على بلدة عتمان في درعا.وفي الحسكة، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على الملعب البلدي بالقرب من السجن المركزي بمدينة الحسكة.وعلى صعيد آخر، قال المرصد إن يوم أمس صادف انقضاء عام على إعلان تنظيم داعش، مبينا أن هذا العام شهد تمكن التنظيم من تشكيل ثماني ولايات في مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية، والولايات هي: "الرقة - وحلب - والبركة - ودمشق - والخير - والفرات - وحماة - وولاية حمص"، وبات التنظيم يسيطر على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع تعادل نحو 50% من مساحة سورية.