يجري الاتحاد الأفريقي اللمسات الأخيرة على مبادرة للسلام في جنوب السودان، وأشارت مصادر داخل الاتحاد إلى أنه يضع ثقله على هذه المبادرة التي يتوقع أن تؤدي إلى إقرار حل شامل للأزمة المندلعة في ذلك البلد منذ 18 شهرا وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتشريد ملايين آخرين.
وأعرب سيوم مسفين كبير الوسطاء في محادثات السلام في جنوب السودان عن أمله في أن يضع اقتراح بحل وسط جديد حدا لسفك الدماء في ذلك النزاع العرقي. وأضاف مسفين الذي كان يتولى سابقا منصب وزير خارجية أثيوبيا، الذي يتوسط نيابة عن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "أيجاد" أن المحادثات ستستأنف في منتصف يوليو الشهر المقبل. وأضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج ورواندا وجنوب أفريقيا ودولا أخرى ستلعب دورا أكبر. وأضاف "قررت الوساطة تحضير وثيقة حل وسط، نعتقد ونؤمن بأن جميع الأطراف يمكن أن تتعايش معها، وتمضي قدما في تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لمدة 30 شهرا" وسيمنح الاقتراح الجديد منصب نائب للرئيس إلى المتمردين.
وشكل وضع القوتين العسكريتين المتنازعتين نقطة نزاع أخرى في المفاوضات في أديس أبابا. وقال سيوم إن المتمردين يريدون الإبقاء على القوتين منفصلتين خلال المرحلة الانتقالية البالغة ثلاث سنوات، في حين تصر الحكومة على فترة لا تتجاوز ستة أشهر. أما الاقتراح الجديد فيحدد مهلة 18 شهرا لدمج القوتين.
كما يشمل اقتراح "أيجاد" إنشاء هيئة لتقصي الحقائق والمصالحة خلال الفترة الانتقالية، فضلا عن محكمة مختلطة يتم اختيار محاميها، ومقرها، وقضاتها، بواسطة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما.
وقال سيوم في تصريحات صحفية "رد الفعل الأولي الذي تلقيناه من الوفود الموجودة هنا أنها وثيقة جيدة للمفاوضات". ويقدم الوسطاء الاقتراح كاملا إلى الأطراف المتنازعة في منتصف الشهر المقبل.