مع حلول شهر رمضان المبارك، شهدت مبيعات تجميل طاولات السفرة بالمفارش الرمضانية، وكذلك تزيين صالات الجلوس بالأقمشة الخيامية المزخرفة، إضافة إلى الفوانيس الكهربائية والخشبية والبلاستيكية، نموا ملحوظا في الأسواق، وأظهر السعوديون إقبالا أكثر من ذي قبل على شراء أدوات الاحتفال بمقدم الشهر الكريم، وجعلها الكثير ضمن قائمة المستلزمات الرئيسة، بعد أن اتسعت رقعة هذه الظاهرة متجاوزة منطقة الحجاز التي كانت تستأثر بها إلى حد كبير، لتشمل عددا من المناطق، منها المنطقة الشرقية.
وعدت اختصاصية التدبير المنزلي نور العامري، مظاهر الاحتفال بمقدم الشهر الكريم من خلال تعليق الفوانيس، وتزيين صالات الجلوس بمفارش السدو، وتزيين الأسقف بالأقمشة الخيامية، وكذلك طاولات السفرة التي استغنى عنها البعض بما يُعرف بـ"الطبلية"، إضافة إلى تغليف علب المناديل، ومفارش الطاولات، وبعض الأواني القديمة أو التراثية، احتفالية من شأنها تعديل المزاج، ومنح النفس فرصة للتغيير، وبث روح التجديد في محيط الحياة اليومية للأسرة، الأمر الذي يعكس جماليات الشهر على حياة الأسرة والمجتمع بصورة عامة، كما تمنح الشهر الفضيل خصوصية في الحضور.
أما اختصاصية علم الاجتماع نوف القحطاني، رأت أن الاستعداد للشهر الكريم بشيء من الحفاوة وخلق حالة خاصة لرمضان أمر حسن، يضفي على المنزل مناخا روحانيا جميلا، كما يخلق حالة من الفرح العام في الحي، يتأثر بها الجميع، خصوصا الصغار، ويعطي الشهر الكريم تميزا عن غيره من بقية شهور العام، ما يجعل النفوس تتوق للقائه كل عام، ومن هنا كانت احتفاليات الفوانيس التي بدأت في العصر الفاطمي في مصر، واستمرت حتى يومنا هذا، ولكن بشرط ألا تتجاوز هذه الحفاوة مضامينها الروحانية إلى شكليات فقط، فميل الناس إلى الشكليات نتيجة سيطرة ثقافة الصورة السطحية على حياتهم، بفعل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت الصورة لدى كثيرين من المجتمع جزءا من يومه.
وتضيف القحطاني، سينجح المجتمع في ربط هذه الاحتفالية بتعليق الفوانيس وتزيين البيت بالأقمشة الخيامية إلى تعزيز كل القيم الروحية، من خلال رسم منظومة قيم رمضانية تستهدف العمل الخيري، وحفظ القرآن، وصلة الرحم وغير ذلك من الأعمال الإيجابية الأخرى.