بعيدا عن الشماتة بمن أعلنوا أنهم سادة البحار والأراضي العربية فخضعوا صاغرين للتفتيش في جيبوتي، وبعيدا عن التشفي بأسرع وأكبر هزيمة في تاريخ استراتيجيات التوسع وأحلام الإمبراطوريات حين حكم الرئيس محمد علي الحوثي شهرا وأسبوعين ثم نساه الجميع كرئيس للمشروع الإيراني في اليمن.. حتي إيران نفسها لم تقاتل أو تطالب بشرعيته، شهد الأسبوعان الماضيان تحولا كبيرا لمشروع توسع الإمبراطورية المزعومة في جزيرة العرب.. إذ تم تنصيب علي عبدالله صالح الوكيل الأول للمشروع.. وليس حليفا للحوثي الموكل له سابقا تنفيذ المشروع.. إيران التي وبكل وضوح بنت ثورتها على عقيدة تصدير الثورة.. اختارت أن تغطي نكستها برداء ديكتاتور عتيد كانت قبل أربع سنوات تحتفل بقرب سقوطه.. ظهور صالح في قناة الميادين.. ورفع سقف هجومه على السعودية.. ثم هجوم نخبة الحرس الجمهوري.. وإطلاق سكود.. كلها قرابين يقدمها صالح الرئيس السابق وقائد الميليشيا الجديد.. وهذا هو نهاية حلم الإمبراطورية.. وتصدير الثورة.. فلا صالح معمم ولا هو من خريجي حوزة قم.. ولم يجلس بالشهور يتدرب لمحاكاة حركات نصر الله وهو يخطب.. صالح لاعب الأفاعي.. حليف إيران وليس ربيبة إيران.. ولن يصرخ الموت لأميركا ويضع صورة خامنئي وراءه.. يا لسوء حظ إيران.. أرادت استغلال انتقال الحكم في السعودية فسارعت بإشهار مشروعها في اليمن في 6 فبراير فحدث ما لا يتوقعه أحد.. وتقزم الحلم من نظام حكم حليف إلى جماعة تترجي المفاوضات ليوجد لها نفوذ.. أرادت إقناع شعبها بأن اختفاء الشيطان الأكبر ثمنه إمبراطورية فارس الكبرى.. فترنح جميع حلفائها.. وخفت الصوت وبان زيف الشعارات.. وبعد الوعد بالاحتفال بتحرير مكة.. أقيم الاحتفال بإطلاق سكود.. ومن حليفها الجديد.. والديكتاتور القديم.. ومن تسميه قبل سنوات عميل السعودية.. يا لها من ثورة إسلامية عمادها القيم والصدق والإخلاص ..هُزم مشروع الدولة العميلة وعوض بمشروع الحدود الملتهبة.. وأصبح قائد صحوة الشعوب الإسلامية المستمدة والنابعة من مبادئ الثورة الإيرانية.. علي عبدالله صالح..