فيما خرج آلاف الكويتيين أمس لتشييع جثامين ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويت أثناء صلاة الجمعة أول من أمس، الذي أسفر عن استشهاد 27 شخصا وإصابة 227 آخرين، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أمس، إنها ألقت القبض على عدد من الأشخاص، بينهم مالك السيارة التي استقلها الانتحاري الذي فجر نفسه في مسجد الإمام الصادق.

وأشارت وزارة الداخلية الكويتية إلى تمكن أجهزتها الأمنية من العثور على السيارة - وهي مركبة يابانية الصنع- التي أقلت الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق، وإلقاء القبض على مالكها، فيما لا يزال البحث جاريا عن السائق الذي فر عقب التفجير، كما أن الوزارة تواصل جهودها للكشف عن ملابسات هذه القضية.

وكان آلاف الكويتيين شاركوا أمس في تشييع 18 من 27 شخصا استشهدوا في الهجوم الذي نفذه انتحاري، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، وجرت مراسم تشييع الضحايا في المقبرة الجعفرية بمنطقة الصليبخات في مدينة الكويت، وسط إجراءات أمنية مشددة في جميع أنحاء البلاد. وحلقت طائرات هليكوبتر تابعة لوزارة الداخلية الكويتية فوق المقبرة، حيث تم دفن الضحايا، وخضعت بواباتها لإجراءات أمنية مشددة، فيما نقلت جثامين الشهداء الآخرين في وقت متأخر أمس إلى مدينة النجف في العراق لدفنها فيها.

وحمل المشيعون الجثامين التي غطيت بالعلم الكويتي وسط هتافات دينية، فيما صرح رئيس البرلمان مرزوق الغانم الذي تقدم عددا كبيرا من النواب والوزراء في الطريق إلى المقبرة الواقعة غرب مدينة الكويت، بأن "هذه الأعداد هي دليل فشل أهداف هذا العمل الإجرامي".

وذكرت وزارة الصحة أن 40 جريحا من بين المصابين لا يزالون يعالجون في المستشفيات بينما خرج الباقون، فيما أشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى من بين القتلى إيرانيان.

وفيما أعلنت الكويت الحداد أمس، قالت وزارة الداخلية إن التعازي ستستمر لثلاثة أيام ابتداء من أمس في "المسجد الكبير"، أكبر مساجد المسلمين في الكويت.

وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح تقبل التعازي أمس في ضحايا التفجير الإرهابي، بينما أعلن مجلس الوزراء بعد اجتماع طارئ أن جميع الأجهزة الأمنية والشرطة وضعت في حال تأهب لمواجهة ما وصفه بـ"الإرهاب الأسود".

وصرح وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع أنه سيتم اتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية في محيط المساجد وأماكن العبادة.