لقي 30 شخصا مصرعهم في ولاية جنوب كردفان السودانية التي تشهد أعمال عنف متبادل بين جنود الجيش الحكومي ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال. وقال والي الولاية عيسى آدم أبكر، إن أكثر من 30 مواطنا قتلوا في هجوم شنته قوات التمرد على منجم للذهب يقع جنوب الولاية وإن المتمردين نهبوا جميع ممتلكات المواطنين، وأحرقوا المكان.

وتشهد جنوب كردفان بين الحين والآخر اشتباكات بين الجيش السوداني ومسلحين من الحركة الشعبية التي أعلنت قبل أسبوعين سيطرتها على حامية وصفتها بالاستراتيجية في الولاية الغنية بالنفط والذهب بعد اشتباكات مع قوات الجيش.

في غضون ذلك، تواصلت حالة الشد والجذب بين مكونات السياسة السودانية بشأن أسباب تباطؤ الحوار الوطني الذي طرحته الحكومة عبر رئيسها عمر البشير منذ أكثر من عام دون أن ينجح في تخطي عقباته المتعددة.

ورغم الاتهامات التي ظلت تتبادلها الكتل السياسية بشأن أسباب فشل أو تعثر الحوار، تعلن الكتل ذاتها تمسكها به كحل أوحد لأزمات البلاد التي أضحت تشكل خطرا على مستقبلها.

وعلى مدى يومين من جلسات البرلمان السوداني، طالبت كتل برلمانية بالتعجيل بالحوار الوطني بغية التوصل لتسوية توقف معاناة الشعب السوداني، وفق رأيها.

وحمل رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل رأي الأغلبية البرلمانية بمطالبته بتدخل حقيقي للهيئة التشريعية لوضع الحوار الوطني على رأس أجندتها في المرحلة المقبلة، داعيا إلى تحديد موعد حقيقي لبدايته.

بدوره، قال رئيس حزب منبر السلام العادل، الطيب مصطفى، الذي أعلن عودة حزبه إلى قائمة الأحزاب المحاورة بعد تجميد نشاطه فيها من قبل- قال إن المعارضة لن تكرر خطأ ارتكبه المؤتمر الوطني بتجاوز الآخرين في أمور البلاد.

وقطع بعدم وجود بديل للحوار "لكن وفقا لخريطة طريق تتفق عليها كافة القوى السياسية السودانية"، مشيرا إلى أن تأخر الحوار الوطني سيدفع بكثير من الجهات إلى اتخاذ بدائل أخرى، قد تعيد البلاد إلى مربع الحرب والخلافات الحادة.