يقدم النقاد في صفحات التواصل الاجتماعي قراءات نقدية مقتضبة للأعمال الفنية الرمضانية، ومن أبرز النقاد الذين أسهموا في هذا المجال الدكتور سعد البازعي الذي نشر في صفحته في "توتير" تغريدات نقدية بدأها بنقد اسم مسلسل "سيلفي" الذي تعرضه قناة "MBC" .

قال الدكتور البازعي "لم يناقش أحد فيما أعلم اسم "سيلفي"، ويبدو لي واضحاً أن المقصود هو أن المسلسل هو المجتمع، إذ يلتقط صورة لنفسه، وصور السيلفي في الجوال ترينا أنفسنا كما نحب أن نراها، لكن الفن الحقيقي أقرب إلى أن يرينا ما لا نود أن نراه في أنفسنا، وفي مجتمعنا، وفي ثقافتنا".

وأضاف أن "ضبط صورة السيلفي الإبداعية ليس عملا سهلا، الأسهل هو الوقوع في الأدلجة أو الوعظ، أو التصوير السطحي الأحادي لواقع متعدد الوجوه والطبقات".

وفي تغريدة أخرى قال الدكتور البازعي "إن مما يزعج البعض في عمل مثل "سيلفي" هو أنه يصور جانبا من المجتمع لا يريدون أن يقال إنه يمثلهم. وهم محقون لكن من قال إن الفن يعبر عن الجميع؟ اللقطة الإبداعية، سواء في قصة أم قصيدة أم عمل تلفزيوني ليست الواقع كما هو وإنما كما يراه الفنان، فهي تفسير للواقع يساعدنا أحيانا على فهمه".

وعلق البازعي على ما قدمه مسلسل "سيلفي" عن الإرهاب، وفضحه تنظيم داعش وأيدلوجيته، والجدل الذي صاحب المسلسل في بداية حلقاته، وقال إن "الإرهاب صناعة التشدد، ورفض الآخر والحوار حيثما كان ذلك قديما وحديثا، لا يختص به مجتمع ولا توسم به عقيدة، وما يلفت النظر في مسلسل "سيلفي" تجاهل دور الكاتب والمخرج، والتركيز على الممثل الرئيس ناصر القصبي، مع أن دور أولئك لا يقل أهمية، وسبب ذلك يعود لهالة النجومية، فعلى الرغم من أهمية النجم فإنه ليس سوى واحد من صناع العمل".

وعن حلقات "داعش" كتب الدكتور البازعي قائلا "إن الكاتب واجه معضلة إدخال وجهة النظر التي تنتقد داعش، ففضل أن يجعل النقد على شكل عبارات يقولها ناصر خطأ ثم يتراجع عنها بسرعة، مشيرا إلى أن الحلقات الخاصة بداعش تقول "ليس ما تفعلون هو شريعة الله بل شريعتكم أنتم".

وأضاف "أعتقد أن لخلف الحربي دورا أساسا فيما نرى من مسلسلات، فلمساته النقدية حولت المسلسلات إلى امتداد لآرائه التي يعبر عنها في مقالاته، كثيرون يعتمدون على عبارة "رأيي الشخصي" وكأنه جواز مرور لقول أي شيء. لكن السؤال ليس عن رأيك الشخصي وإنما ما يهم الآخرين فيه، قيمته لهم، وكل نقد يوجهه الإنسان "شخصي" في البدء، لكنه إما أن يظل شخصيا، أو أن يرتفع إلى رأي الجماعة". وبين أن النقد الفني مرتقاه صعب بالنسبة له، فعلى الرغم من اهتمامه به واتكائه على خبرته في النقد الأدبي، إلا أنه لا يجد أدواته متكاملة بما يكفي، مشيرا إلى أن العمل الدرامي جماعي بامتياز، وأن المخرج وفني التصوير والمكياج والإضاءة والصوت وغيرهم لهم تأثيرهم على العمل.