ازدان إستاد "الجوهرة المشعة" جمالا بعودة الهلال موشحا بالذهب في أجمل أمسية بحضور الوالد القائد الملك سلمان – حفظه الله ورعاه – وبعد ديربي فاخر أمام المنافس التقليدي النصر. عاد الهلال في وقت وجيز ليعانق الذهب ويحتفل بكأس ملك الحزم في أولية جديدة لزعيم البطولات. عاد من أصعب الطرق وأشقها بما يضاعف فرحة الزعماء بإنجازهم الجديد. ولم يصل للمباراة النهائية إلا بعد أن تفوق على الاتحاد بالأربعة في الدور نصف النهائي ليواجه النصر في أصعب وأهم ديربي انتهى كأنظف لقاء تنافسي.
والحقيقة الساطعة أن الفريقين لم يخيبا آمال المتابعين وكانوا في مستوى المسؤولية الذهبية يوم عرس الرياضيين واحتفالهم بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بما يجسد تلاحم الشعب وحب الملك وتجديد البيعة بالطريقة الرياضية.
وقدم الفريقان الكبيران صاحبا اليد الطولى في الإثارة التنافسية مباراة تليق بختام الموسم وبما يوازي ترقب وتلهف المتابعين داخليا وخارجيا.
تفوق الهلال في الشوط الأول لكنه لم ينجح في هز الشباك الصفراء، وعاد النصر في الشوط الثاني دون أن يزور المرمى الأزرق، ومن أول فرصة حقيقية في بداية الوقت الإضافي جدد المتخصص محمد السهلاوي علاقته الحميمية بمرمى الزعيم، فأيقن المتابعون أن البطولة صفراء منتظرين مرور الوقت وخصوصا أن الهلال خسر ديجاو مصابا ثم ناصر الشمراني بتغيير خاطيء من المدرب دونيس، لكن الدقيقة القاتلة حملت أهم وأسعد خبر للهلاليين ولاسيما الذين ودعوا مقاعدهم في المدرجات برأس المدافع محمد جحفلي من ركنية تفنن فيها الموهوب الذهبي محمد الشلهوب "آخر الأوراق الرابحة" وقاتل عليها نيفيز بين المدافعين مكملا مشروع الهدف الأغلى خلال موسمين ببصمة جحفلي.
ودخل الفريقان في مباراة جديدة بتبادل تسجيل ركلات الترجيح حتى الركلة السابعة التي ربح فيها سلمان الفرج وأعقبه حارس الهلال خالد شراحيلي بصد ركلة شايع شراحيلي، فاكتسى اللون الأزرق أرجاء "الجوهرة المشعة" ورفرفت الأعلام واللافتات بالرقم البطولي "55" في مشهد سيبقى خالدا في سجل زعيم الأبطال.
الجمال الفني للفريقين توشح بمثالية التنافس بعد اللقاء من الجميع باستثناء حسين عبدالغني ومحمد عيد وحسن الراهب وناصر الشمراني، الثلاثي النصراوي تشاجروا فرديا مع جماهير هلالية عند الصعود للسلام على الملك سلمان وتسلم الميداليات ويستحقون عقوبات انضباطية. أما الشمراني فختم هستيريا الفرح بحركة غير حضارية "رغم أنفكم"، بما يستوجب اعتذاره عنها.
وفي المقام الأجمل كسب سلمان الفرج وشايع شراحيلي الأضواء الذهبية تحت شعار "المنافسة الشريفة" وسمات الرياضة الخلاقة، حيث طوق الفرج عنقه بشالي الهلال والنصر، بينما سجد شايع شراحيلي "باكيا" بعد إهداره الركلة الترجيحية السابعة، بما يؤكد الإيمان بقضاء الله وقدره واللجوء إليه في السراء والضراء.
الجميع تعانقوا في ود واحترام وإيمان بنتائج المنافسة الحقيقية بما يساهم في نبذ التعصب وتوثيق التواضع عند الفوز والابتسامة عند الخسارة.
الهلال مثلما فقد بريقه الذهبي أمام منافسه اللدود العام الماضي، استعاد وهجه البطولي بطريقة مشابهة بعد عامين فقط كان فيها منافسا وبقوة على مختلف البطولات.
وليس أجمل من استمرار سيناريو التحدي بين الجارين مترقبين بداية ملتهبة الموسم المقبل بين النصر "بطل دوري جميل" والهلال "بطل كأس الملك" لحيازة "كأس السوبر"، ولذا سيكون العمل أقوى في الصيف حتى موعد السوبر.
الهلال عاد "ذهبيا" بإدارة "مكلفة" ودعم شرفي محدود ومدرب مغمور حضر "موقتا" في مرحلة خطرة ولكنه أجاد في قيادة الفريق إلى دور الثمانية في دوري آسيا وحقق كأس الملك وثالث الدوري، بتضافر جهود المخلصين وتعاون اللاعبين.