داخل منزله أو استراحته وربما في مكتبه، يتنقل بين الفضائيات الإخبارية في حضرة الشاي والقهوة وربما الآيسكريم، يبحث عن دمار وهلاك أو أزمات قريبة وربما حوادث، بيده الجوال أو الآيباد وربما اللابتوب.. لماذا؟
ليضع الدائرة الحمراء الصغيرة وتحتها يكتب في تويتر "عاجل" قذائف هوان تسقط على نجران، وبعدها بساعات يعلن بالدائرة الحمراء الصغيرة ذاتها عن أسماء الشهداء من رجال الأمن جراء المواجهات على الحدود الجنوبية مع اليمن، وعندما تشتد المعلومات يتابع أحد المصادر الإخبارية الرسمية بنهم لينسخ ويلصق لمتابعيه ولا يأبى في هشتقة أخباره بحسب تصنيفها أيضا.
هذه المنهجية التعيسة قد تكون مقبولة من أولئك العوام الذين شهدوا الأخبار وآلية تداولها مع دخولهم منصة "تويتر"، إذ يعذرون ولا يلامون إلى حد ما، أما أن يكون الناسخ والملصق هو صحفي متمرس فتلك مصيبة إن كان يعلم والمصيبة أعظمُ إن كان لا يرى جرما مهنيا في ذلك.
صديقي الصحفي، ساعات العمل لا تشترط عليك الحضور في تويتر أكثر من الطاقم الفني في تويتر أنفسهم، ولو سخرت نفسك بالبحث عن القصص الميدانية التي تهم الناس لكان أجدى لك من دور الرقيب الرث، وما لك لا تتوجه إلى إعادة نشر موضوعات وسيلتك في تويتر من باب الانتماء والارتقاء؟
مرة أخرى صديقي الصحفي.. لا تنسخ وتلصق لأن العملية بسيطة جدا عليك فقط بإعادة التغريدة من "واس" لا أن تجردها من حقها المهني وترتديه أنت، خصوصا لتلك الأخبار المرتبطة بالأمن وجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، لأن لهم عوائل وأبناء يقيمون معك في تويتر.. المصدر من أبجديات المهنة.