مثل نخلة وارفة الظلال، تكاد تنطق فناً، يأتي الفنان إبراهيم البواردي محملاً بالكثير من التميز في أعماله الفنية التي تجسدها لوحات حملت الكثير من عبق مدينته "المذنب"، بعد أن أرخى عليها كثيراً من قدراته ولمساته التي تجعلنا في محاولات حثيثه لإدراك كنه رموزه وحكاياته المخبأة في تفاصيل تلكم اللوحات، فيما يصطف هو كنخلة قصيمية تؤتي أكلها كل حين.

وفي تفاصيل أعماله، نجد أن البواردي يجيد التزود من إناء الخبرة المتراكمة المتحصلة من مشاركات تتضمن لجانا ومعارض داخلية وخارجية، واحتكاكا مع فنانين ذوي باع طويل في الفن التشكيلي، فكانت أعماله مميزة في تقديم أفكاره، ورأينا ذلك في محاكاته للبيئة التي عاشها حيث البيوت الطينية والمناسبات الشعبية، ناهيك عن تفاعله مع أحداث أمته العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين التي ما فتئ يحاول تقديمها في أعماله الفنية.

والمتابع لمشاركات البواردي الفنية بالرسم المباشر أمام الجمهور في الجنادرية سنوات طويلة، أو الملتقيات المحلية والدولية، يجد التدرج الطبيعي المستمد من طبيعة منطقته ثم التراثي ثم الرمزية في التراث حتى تدرجت لملامح وأسلوب التجريد والواقعية في المفردات، حيث يمزج البواردي في تجربته الأخيرة البعد والحس الفني من خلال إضافاته التكنيكية بالمعاجين على اللوحة، ويميل إلى استخدام بعض من الشخوص، وليجعل أمام المشاهد طبيعة التفسير والخيال لهذه التجربة.

وبعد خبرة طويلة لأكثر من ثلاثين عاما، يستعد الفنان البواردي لإقامة معرض شخصي هو الأول له، وهو الأمر الذي يترقبه المتابعون للساحة التشكيلية على خلفية معرفتهم لقدرات البواردي وانتظارهم لجديده الفني.

يذكر أن البواردي عضو في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ورئيس لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي فرع القصيم وعضو في الجمعية السعودية للدراسات الأثرية وعضو ومؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت" وعضو في جمعية فناني القصبة الدولية للفنون التشكيلية، متفرغ للفن التشكيلي، وحاصل على دبلوم تربية فنيه عام.