العقيد عبدالله حسين آل هادي

جوازات عسير


تشكل السياحة في وقتنا الحاضر صناعة متطورة ورافدا مهما في اقتصاديات كثير من الدول وتقاس حضارة الدول وتقدمها بما تتمتع به من مقومات سياحية واستقرار سياسي وتنظيم اجتماعي متماسك واقتصاد قوي، وذلك في ظل السلم والأمن الراعي لكل المقومات السابقة بمفهومه الشامل ومشاركة العديد من الأجهزة الإعلامية والدينية والثقافية والمؤسسات الاجتماعية.

إن علاقة السياحة بالأمن علاقة مترابطة، فأينما تكون السياحة ناهضة ومزدهرة في بلد ما يكون الأمن مستتبا فيه، فأجهزة الأمن تستقبل السائح منذ وصوله وتؤمن تنقلاته ومقر إقامته وتقديم العون والمساعدة والتسهيلات السياحية حتى عودته، يصاحب ذلك ضبط ومنع الجرائم التي تقع على السائحين والمنشآت السياحية والآثار والمتاحف وغيرها من المرافق السياحية.

وفي وطننا العربي حازت مدينة أبها الساحرة بعاصمة السياحة العربية لعام 2017، كأول مدينة سعودية تفوز بهذا اللقب وما ذاك إلا لما تتمتع به هذه المدينة من طبيعة خلابة ومقومات سياحية متكاملة، يأتي في مقدمتها الشعور بالأمن والطمأنينة في هذا الوطن الشامخ الذي يرفل بالأمن والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وولي عهده الأمين حامي عرين الأمن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ويأتي تميز أبها بدعم رائد السياحة في عسير أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد رئيس مجلس التنمية السياحية بعسير.

لقد حظيت السياحة في المملكة العربية السعودية بأهمية خاصة أولهتا القيادة الرشيدة جل الاهتمام فأنشأت لذلك جهازا إداريا مهما وهي الهيئة العامة للسياحة والآثار تتولى تطوير القطاع السياحي في المملكة كقطاع داعم للاقتصاد الوطني والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي وضع بصمة خاصة للسياحة في المملكة بما يناسب خصوصية المجتمع السعودي، كما صدر نظام خاص بالسياحة يهدف إلى تنظيم العلاقة بين المرافق السياحية والخدمات المتعلقة بالنشاط السياحي بشكل عام وبين من يمارس هذا النشاط والمستفيد منه وفق اللوائح التنفيذية للنظام والقواعد المنظمة، لذلك في ظل توفر الأمن كمطلب أساسي للعملية السياحية بحيث يوفر لها الظروف الملائمة وتهيئتها للجذب السياحي من خلال سياسة أمنية رشيدة وتخطيط جيد لمنع الجريمة السياحية في إطار حضاري لا يصطدم بالثوابت الشرعية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة والانفتاح الواعي على عالم السياحة والتسلح بمعطيات العصر الحضارية وبما لا يتنافى مع المبادئ والقيم الإسلامية وخصوصية المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده الاجتماعية.