ذكريات رمضان لدى المبتعثين في الولايات المتحدة الأميركية لديها سمات مختلفة، فعادة ما تكون الأجواء مغايرة بعض الشيء عن الوطن، حيث يفتقد المبتعث رؤية هلال شهر رمضان، والأكلات الرمضانية المعتادة، وأصوات الأئمة ترتل الآيات في صلاة التراويح، وقيام الليل، وغيرها من الطقوس الدينية والاجتماعية المصاحبة للشهر الفضيل.
ورغم غياب هذه المظاهر تظهر بعض الأجواء الرمضانية في بعض المدن الأميركية الكبيرة كنيويورك، ونيوجيرسي، ولوس أنجلوس، وخصوصا في الأحياء التي تكثر فيها الجاليات العربية، والمراكز الإسلامية والمساجد.
يقول المبتعث محمد الحارثي "كثيرا ما يعاني المبتعثون والمبتعثات من فترة الصيام الطويل التي تمتد لأكثر من 17 ساعة، يتخللها كثير من الجهد الدراسي في المعاهد والجامعات والكليات، فطلبة معاهد اللغة الإنجليزية يقضون من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا بين المحاضرات والمعامل من أجل تطوير لغتهم، لذلك فإن الصيام يتطلب جهدا مضاعفا منهم من أجل التركيز، واكتساب قدر كاف من المعلومات، والوضع لا يختلف كثيرا في الجامعات، فالجامعي يحتاج لكثير من الوقت للتجهيز للمحاضرات والتحضير والإعداد للمشاريع والأبحاث العلمية التي تتطلب وقتا طويلا، وكل ذلك يتم أثناء الصيام".
وعن الأكلات التي يعدونها في هذا الشهر، يضيف أن "السفرة الرمضانية لها نكهة خاصة لدى المبتعثين، لذلك يبذلون في إعدادها الجهد، فيحرصون على أن تضم السمبوسه، والشوربه، وعصير فيمتو، واللحم الحلال، وأثناء تناول طعام الإفطار كثيرا ما تتردد عبارات الاشتياق لما لذ وطاب من الأصناف الرمضانية التي يصعب توفيرها هنا كالسوبيا واللقيمات والفول وغيرها".
وأشار إلى أن "من اللحظات الأخوية الجميلة التي يمر بها الجميع في هذا الشهر التعاون في إعداد الأكلات الرمضانية، فالإخوان من مصر الشقيقة يتكفلون بإعداد الكشري والمكرونه، والأشقاء من الهند وباكستان يعدون البرياني وبعض الإيدامات، وبالتأكيد يشارك السعوديون بالسمبوسه التي تكون حاضرة بالسفر الرمضانية يوميا، ليكون ذلك أشبه بالتبادل الغذائي بين الجنسيات".
وحول طقوسه في رمضان، قال الحارثي إن "أغلب المبتعثين يتناولون الإفطار الجماعي، ومن ثم يؤدون صلاة المغرب، فالعشاء، ثم أداء صلاة التراويح، وبعد ذلك يقضون بعض الوقت مع العائلة أو الأصدقاء أو الدراسة، وغالبا ما يمضي الوقت سريعا لتبدأ معاناة إعداد وجبة السحور التي لا تخلو من المواقف المضحكة".
وأوضح أن "للمراكز الإسلامية والأندية الطلابية دورا كبيرا في تفعيل الاجتماعات الرمضانية والإفطار الجماعي، ففي أول أيام الشهر الفضيل أقام النادي السعودي بجامعة كونتيكيت حفل إفطار جماعي بحضور المبتعثين الذين عاشوا أجواء غاية في الروحانية أعادت للجميع الأجواء الرمضانية العائلية في أول أيام رمضان في المملكة، وشارك الكل في تحضير المأكولات الشعبية، ويجري حاليا التحضير لإفطار جماعي لعموم الجالية الإسلامية في جامعة كونتيكيت بالمركز الإسلامي تحت إشراف المشرف العام عليه الدكتور رضا عمار".