هكذا هي الأندية الكبيرة تستطيع العودة لملامسة الذهب مرة أخرى رغم الظروف غير المثالية التي ربما تتعرض لها وتحد كثيرا من قوتها، هذا الحال عاشه الهلال خلال الموسم الجاري على وجه التحديد، حينما استقال الرئيس ورحل الجهاز الفني، لكن ظل الفريق ينافس حتى تمكن من تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين من أمام منافسه التقليدي النصر، عودة الهلال البطل لم تكن بتلك السهولة التي قد يتوقعها البعض في ظل شراسة المنافسة في هذا الموسم والحضور القوي لفريقي النصر والأهلي على وجه التحديد، نتفق أن هلال دونيس فنياً تحسن كثيراً عن هلال ريجي إلا أن العمل الإداري والشرفي كان الأهم في بقاء "الأزرق" صامداً في المنافسة حتى ظفر بأغلى الألقاب في نهاية المشوار، نعم العمل الإداري كان نقطة تحول كبرى في مسيرة الهلال حينما تولى رئيسه محمد الحميداني المهمة الثقيلة، واستطاع مع معاونيه لملمة الأوراق والتركيز على العمل وبذل الجهد لأجل إعادة الهلال للطريق الصحيح، وهذا ما ينطبق على الخلوق فهد المفرج الذي تحمل الكثير من النقد والمسؤولية بصفته مدير الفريق الأول، إلا أنه استطاع كذلك مع مساعديه التركيز على العمل وسط حالة عدم الرضا خلال الفترة الماضية من قبل الجماهير الهلالية والإعلام الذي يتعاطف مع الفريق، صحيح أن الفريق فنياً تعافى إلى حد كبير، وهو ما يتطلب مزيداً من العمل في المرحلة المقبلة التي ستشهد عودة الأمير نواف بن سعد لإدارة الهلال ولكن هذه المرة رئيسا وسط اتفاق الهلاليين على شخصية المرحلة المقبلة، شخصياً أتوقع نجاح الأمير نواف بن سعد بحكم قربه من البيت الهلالي لسنوات طويلة، إضافة لثقافته الرياضية التي حتماً ستساعده كثيراً في تطور كرة القدم الهلالية، ولنادي الهلال عموماً، عودة الهلال منحت الموسم القادم إثارة مبكرة حينما يتواجه الندان التقليديان النصر والهلال في "ديربي" جديد على كأس السوبر كأجمل افتتاحية لموسم جديد.
مبروك للهلاليين كأس سلمان العزم والحزم ومعوضين خيراً لفريق النصر الذي نال أقوى البطولات السعودية دوري عبداللطيف جميل وبذل جهداً كبيراً في مواجهة الهلال إلا أن ركلات الترجيح ابتسمت لمنافسه في النهاية.