من الطبيعي أن نقع في الأخطاء، وأن تصادفنا العديد من "المطبات"، لكن أن نلقي باللوم على الآخرين في كل "مطب"ٍ أو في كل خطأ نقترفه فذلك تصرف غير طبيعي.
ولعل قصة "كذبة سارة إبراهيم" التي تابعنا فصولها مؤخرا عبر منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" خير دليلٍ على استمرار مسلسل إلقاء اللوم على الآخرين، الذي طالما كان خط دفاعنا الأول حينما نتعثر أو نتفاجأ بحصيلة أعمالنا، فالبعض أشار إلى أن سبب وقوعه في فخ هذا الحساب المزوّر هو أن عددا من المشاهير قد روجوا للحساب نفسه، بل قدموا بعض المساعدات والهدايا دون التثبت منه، مع أن الجميع يعلم أن وقوف بعض المشاهير مع أي حساب لن يضفي عليه الصبغة الرسمية ولا يعني أنه موثوق تماما.
أما البعض الآخر فلقد ألقى باللوم كاملا على الجهات الرسمية التي لم تتحرك لفضح هذا "النصاب" وإيقافه عند حده! وكأنما الهدف الأساسي من تلكم المؤسسات هو ترك عملها الأساسي وخدماتها لتتفرغ وتتابع حسابات "تويتر" التي لا تنتهي، والتي تجاوزت الخمسة ملايين حساب في المملكة وحدها! الإشكالية هنا أن البعض لا يريد أن يقرّ بخطئه، وأنه هو وحده يتحمل مسؤولية تصديق حسابٍ مجهولٍ دون أن يتثبت ويتأكد، فقط هكذا مجرد صور مؤثرة وبضع كلمات رقيقة، وصار الحساب مصدقا في كل ما ينشر! لكنها أسهل طريقة وأخفها على النفس أن تلقي باللوم على أي أحد سواك.
لا أريد هنا أن نفقد الثقة في الآخرين، ولا أريد أن نقسو على طيبة مجتمعنا السعودي التي يضرب بها المثل، ولكن أخذ الحيطة والحذر خطوة أولى وأساسية مطلوبة قبل أن نضع ثقتنا في أي مجهول، والأهم من ذلك أن نعترف بالخطأ بوضوحٍ؛ لا أن نلقي باللوم على الآخرين وننسى أنفسنا.