تتزين منطقة البلد بجدة في رمضان، ببسطات الكبدة والبليلة التي تلاقي إقبالا كبيرا من زوار مهرجان "كنا كدا" الرمضاني الذي أصبحت تشهده المنطقة التاريخية منذ رمضان الماضي، وعلى طول 30 يوما تتراص البسطات المزينة بالأنوار والفوانيس الرمضانية على أطراف سوق باب قابل لاستقبال زوار المهرجان للتمتع بالأجواء الرمضانية.

وأكد أحمد إبراهيم صاحب بسطة بليلة، أنه في كل عام يشارك في البيع على بسطات البليلة بنفس الموقع المتعارف عليه كل عام، الذي يعد ببداية سوق باب قابل، حتى أصبح هذا الموقع معلما مميزا لبسطات البليلة في منطقة البلد، مشيرا إلى أن لديه عددا من الزبائن الذين يأتون له من كل مكان من أجل التمتع بصحن البليلة المتميزة لديه ما أكسبه شهرة واسعة، موضحا أن البليلة أصبحت تشهد تطورا في تقديمها وطبخها بحيث ظهرت هناك أنواع جديدة منها لم تكن معروف من قبل كبليلة البطاطس وبليلة البيض وبليلة السلطة الحارة وهذه تعد من أكثر الأنواع طلبا من الزبائن.

وأكد أن تجارة البيع على بسطات البليلة تعد من أفضل أنواع البيع لكونها تجارة مربحة تدخل على الفرد مبلغا جيدا، لافتا إلى أن سعر صحن البلية العادي أربعة ريالات بينما يبلغ سعر البليلة بالبطاطس أو البيض سبعة ريالات، مبينا أنه يبدأ في تجهيزها منذ الواحدة ظهرا وحتى الرابعة عصرا في المنزل، ثم ينقلها بعد الإفطار إلى بسطته في منطقة البلد، مؤكدا في الوقت نفسه أنه اعتاد على استعمال الحمص المكسيكي في إعداد أطباقه باعتبار أنه أفضل أنواع الحمص الذي يعطى البليلة نكهة رائعة ومذاقا مقبولا.

أما أبو حمد مالك مبسط لبيع البليلة، فأكد أنه يعمل في هذا المجال منذ أكثر من ست سنوات وفي كل عام يسعى لإدخال الجديد على تلك البسطات إلى جانب أن صناعة البليلة تشهد تطورا من حين إلى الآخر، ويأتي زوار المنطقة للتمتع بأطباق البليلة ذات النكهات المختلفة، مشيرا إلى أنه تم إدخال تعديلات على طبخها ما بين البطاطس والبنجر والسلطة الحارة، وأشار إلى أن شهرته جعلت بسطاته في شارع قابل وجهة نجوم كرة القدم من فريقي الأهلي والاتحاد، وكذلك الفنانين.

ويقارن أبو حمد بين البليلة قديما وحديثا، حيث يقول كانت البليلة قبل 40 عاما تباع بقرشين ويضاف لها الملح والكمون والخل فقط، أما الآن فيباع الكيلو من النوع الفاخر بـ 20 ريالا وبعد إعدادها وتجهيزها يقدم صحن البليلة مزينا بالطرشي والكمون والخل والملح، وهناك من يفضل إضافة البطاطس، ويباع الصحن بخمسة ريالات في حال إذا كان من دون إضافات، ويتدرج في السعر حتى يصل إلى ثماني ريالات.

من جهته، يرى المشرف على مهرجان كنا كذا سمير أبو النجا، أن بسطات البليلة تعد الكرنفال المشارك دائما لشهر رمضان في شارع قابل، ونحرص على تقديم صورة مشرفة لكل أرجاء المهرجان باعتبار أن تلك البسطات التي تقدم البليلة والكبدة من النشاطات المشاركة في المهرجان، وتقع في محيط إقامة احتفالات كنا كذا الرمضاني الثاني.