اعتمدت القاصة إيمان العسيري في مجموعتها "عندما تشيخ الجذور" على السرد الواقعي في رصد الجوانب الإنسانية في غالبية قصصها.
ففي قصة "آلام الندم" أخذت على عاتقها سحب القارئ إلى العوالم الجوانية للإنسان، لحظة صحوة ضميره من فعل أدّاه فيه أذى للغير، من خلال منولوج داخلي يبين حجم القلق والخوف من البوح والكشف وعدم مقدرته على المواجهة.
"شعوره بالندم على الذنب الذي اقترفه يؤلب عليه ضميره ليؤنبه، يخلو مع نفسه يعاتبها ويحاسبها على ما صنعت وفعلت حسابا عسيرا".
وتأخذ القارئ لانكسار آخر وهو موت الأحلام قبل ولادتها وهذا ما أوضحه ساردها في قصة "القبض على الماء"، والتداعيات الناتجة جراء هذا الموت.
"يا لشقائي!. لقد انتهت حياتي قبل أن تبدأ.. ودُمر منزلي قبل أن يشيّد.. وارتديت ثوب الحداد قبل ثوب الزفاف".
عرّت القاصة إخطبوط الفساد ونتائجه الكارثية، في قصة "بريء في قفص الاتهام" من خلال دخولها إلى نفسية البطل لتسرد ما بداخله وتبيّن حجم القهر الإنساني الذي يعانيه البريء لحظة اتهامه ومحاكمته، وهي قصة تتكرر في كل زمان ومكان.
"لقد تمت أحداث المحاكمة أثناء غيبوبته، وحكم عليه دون سماع لأقواله ودفاعه. حكم عليه دون أن يعلم ما الذنب الذي اقترفه!".
ملامح: المجموعة صادرة عام 2014 عن أدبي أبها وتضمنت تسع قصص، في 73 صفحة.