مع بداية الشهر الكريم، قدمت كثير من القنوات برامج المسابقات وعدة مسلسلات درامية وكوميدية، بعضها خليجية وأخرى عربية، إلا أن الأعمال التاريخية لا تزال هي الأقل حظا ووفرة في المواسم الرمضانية السابقة، إضافة إلى هذا الموسم.
ما يلفت الأنظار في الفضائيات هو مسلسل وحيد ناقش حقبة زمنية تاريخية وهو "الليوان" الذي يطرح قضيته في بدايات القرن الماضي بالكويت، حيث يهدف إلى تعزيز القيمة التراثية بذلك الزمان، أي قبل ظهور الكهرباء والنفط، وفي المكان خصص قرية تراثية في منطقة الوفرة لتدور فيها فصول الحكاية. ويعرض المسلسل حاليا في عدة قنوات منها الكويت، وقطر، والشارقة، وهو من تأليف عامرة الحزمي.
إبراهيم الصلال ربما تكون الشخصية المحورية في هذا العمل من وجهة نظر الكثيرين، إذ إن هذا الفنان الكبير ورغم عمره الطويل إلا أنه يقدر الفن الذي نشأ معه وعاش سنوات حياته مكافحا لإيصال الرسالة الفنية التي يريدها.
اكتفى الصلال هذا العام بمسلسل "الليوان" ربما لأنه الأقرب إلى قلبه من ناحية النص فهو العمل التاريخي الذي يشده دائما إلى الوراء وإلى تلك الحقبة القريبة من نشأته، ولم تمنعه درجات الحرارة العالية من مواصلة التصوير قبل حلول الشهر الفضيل وذلك لاستكمال مشاهده فيه.
يجسد الصلال شخصية الأب البخيل الذي يعيق ابنه (عبدالعزيز المسلم) عن الزواج رغم هدوء الابن وطيبته وتنفيذه لأوامر أبيه، ويستغل طيبة أخيه (عبدالامام عبدالله). كما تحدث في المسلسل قصة تدور رحاها بين الممثلة لطيفة المجرن التي تجسد دور زوجة الصلال، ومي عبدالله في دور زوجة عبدالإمام عبدالله، وشهاب جوهر ولديه زوجته متوفية له ابن منها هو محمد المسلم ويرفض الزواج، وشوق الكويتية، وغدير صفر ابنة الصلال، ومحمد الشعيبي وهو الرجل الذي تظهر من ورائه كل المصائب، وفرح، وريما الفضالة. أما التأليف فهو من نصيب عامرة الحزمي التي تحدثت لوسائل الإعلام قائلة إنها كتبت قصة المسلسل منذ عامين وإنها حقيقة استسقتها من سيرة عمتها. أما كاميرا الإخراج فكانت من نصيب أحمد دعيبس.
المسلسل غنى مقدمته الفنان عبدالله الرويشد، ويميزه الأشعار التي تقدم بين الفينة والأخرى وزهيريات البحر في تلك الفترة وهي من أشعار سامي العلي، وبشكل عام اتسم بالبساطة والإكسسوارات التراثية والعفوية في كثير من الحوارات، التي تناولت اللهجة الكويتية ومفردات الألفة التي تربط العوائل الخليجية، وسط قيم وعادات وبصبر وتحمل لكل ما يعيق العائلة في ذاك الوقت.
