في استمرار لمسلسل مؤامراتها في المنطقة، الهادفة إلى إشعالها، وإشغال دولها بصراعات داخلية، على غرار ما فعلته في العراق، وسورية، كشفت مصادر يمنية رفيعة عن محاولات إيرانية لإشعال حرب أهلية في اليمن، بين شماله وجنوبه، مشيرة إلى أن طهران تحاول دوما إغراق دول المنطقة في صراعات داخلية، تستنزف مقدراتها، وتعوق تطورها، ما يسمح لها بإيجاد حالة من الفوضى تساعدها على تنفيذ مخططاتها.
وأضافت المصادر بوجود اتصالات مكثفة بين قيادات إيرانية والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر وميليشيا الحوثي، لتسليم عدن إلى بعض مكونات الحراك الموالية لطهران، لتحويل الجنوب إلى بؤرة صراع متعددة الأطراف. وتواجه ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح مأزقا في عدن نتيجة اصطدامهم بمقاومة كبيرة من أطياف المجتمع كافة.
وقد تكون العلاقة التي نسجها الحوثي مع مكونات من الحراك الجنوبي خلال السنوات الماضية، على ارتباط مع إيران سببا في اندلاع صراع جنوبي – جنوبي، يشتت الجهود لإعادة بسط الشرعية ووحدة اليمن. وكشفت مصادر سياسية يمنية أن جزءا من مفاوضات احتضنتها العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة الماضية ركزت على إمكان تسليم الحوثيين مدينة عدن وبعض مناطق الجنوب لتيار بالحراك الجنوبي مقرب من إيران. وهي خطوة يرى مراقبون أنها تصب في إطار صرف الأنظار عن انقلاب الحوثي وصالح، وتحويل أزمة اليمن إلى نزاع جنوبي - شمالي أيضا يغرق البلاد في حرب طويلة.
ومضت المصادر بالقول إن اتصالات مكثفة جرت بين الحوثيين وعناصر محسوبة على الرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، من أجل تسليم عدن لجماعته، بمشاركة بعض أطراف الحراك في عدن، وتشكيل مجلس مشترك تسند إليه مهمة استلام عدن. وأعربت المصادر عن قلقها الشديد من خطورة خلط الأوراق بالجنوب، في ظل تزايد نفوذ القاعدة ومخاطر دخولها على خط السيطرة على عدن، بالتنسيق مع أطراف متشددة مناوئة للحوثيين.
وكانت أطراف دولية مارست ضغوطا خلال مشاورات جنيف الأخيرة التي اختتمت الأسبوع الماضي بين طرفي الشرعية والانقلابيين، لكنها فشلت نتيجة التدخلات الإيرانية وتأثيرها على وفد ميليشيات الحوثي وصالح.
كما أن ممثلي الحراك الجنوبي القادمين من صنعاء إلى جنيف، غالب مطلق وعبدالرحمن السقاف، حرصا عقب وصولهما إلى جنيف على التأكيد أن لا علاقة لهما بميليشيا الحوثي والمخلوع، بل إنهما مكونان سياسيان مختلفان يمثلان القضية الجنوبية، وهو ما يكشف عن نوايا إيرانية لتحويل اليمن إلى سورية جديدة، وتخفيف وطأة الضغط على حلفائها الحوثيين الذين وجهوا إليها أخيرا انتقادات كبيرة لسلبية موقفها.