"وإلى الحمى قبل الحمام سرت بهم، ظعن يسر الظاعنين سراها"، بيت شعر يستحضره كل متجه إلى سماء أطهر بقاع الأرض، حيث الرحلة الجوية التي نفذتها "الوطن" على متن طائرة استطلاع مروحية، من علو نحو 2000 قدم في سماء مهوى الأفئدة في هذه الأيام المقدسة، لرصد رحلة القلوب إلى بارئها، وما تقدمه حكومة المملكة من خدمات لضيوف الرحمن.

أقلعت المروحية نحو أجواء العاصمة المقدسة، وتحديدا إلى سماء الحرم المكي الشريف، قطعت بنا مسافة الطريق من جدة في نحو 15 دقيقة حتى وصلنا إلى سماء أطهر بقاع الأرض، ومنظر المعتمرين والمصلين يتدفقون إلى الطرقات المؤدية للمسجد الحرام في أمن وأمان وسلاسة سير، كان المشهد الأبرز في تلك الرحلة.

منظر مهيب حظيت به "الوطن" فوق البقعة المقدسة من الأرض التي تحيط بها قداسة الزمان وطهر المكان، مئات آلاف البشر يسعون عبر طرقات المنطقة المركزية نحو الكعبة المشرفة، خاشعين مطمئنين يحيط بهم جنود الخدمة لتهيئة الأمن والاستقرار. تنظيم وتدبير من القوات الأمنية المكلفة بتيسير وصول المعتمرين إلى بيت الله الحرام، يقابلها عمل كبير يبذل لتطوير مساحات المسجد الحرام، في مشروع خادم الحرمين الشريفين للتوسعة.

في الحرم المكي وما يحيط به من طرق وممرات كان التنظيم سيد الموقف، حرص على راحة المعتمرين وسلامتهم، وضمان لانسيابية الحركة، وهو ما بدا واضحا من السماء، كل شيء يسير وفق ما خطط له، والعمل يتم بوتيرة واحدة خلال أيام شهر رمضان المبارك، ويتضح من المنظر أن التوسعة أسهمت بشكل كبير في خلق مساحات جديدة للتسهيل على ضيوف الرحمن.

من السماء منظر يبين حجم العمل الذي مكّن وللمرة الأولى قاصدي بيت الله الحرام من رؤية الكعبة من مسافات بعيدة من الجهة الغربية؛ إذ يمكن للمقبل على الحرم المكي من تلك الجهات أن يرى نصف الكعبة العلوي وهو على أحد الساحات وداخل الشوارع المتاخمة لها والمطلة عليها.

"الوطن" تقدم الشكر لقائد طيران الأمن اللواء الطيار محمد عيد الحربي، وكل أفراد القوة لتسهيلهم هذه المهمة.