عالم الحكاية مملوء بالمفاجآت، فهو سرد واقعي لحادثة ما تكون قريبة من المتلقي أو القارئ، وتبقى في الذاكرة إذا ستطاع القاص أن يضفي عليها جمالية وبساطة في السرد.

والقصة القصيرة جداً "ق. ق .ج" تعتمد على تكثيف الأحداث، فلا مجال للإسهاب في الوصف والتحليل، فهي ترمي فكرتها بأقل قدر ممكن من الكلمات، معتمدة على الدهشة والمفارقة.

 المحيط هو منهل القاص والحياة اليومية متسارعة التغيير في منظوماتها القيمية والاجتماعية والاقتصادية، مما يجعلها مجالا خصبا للسرد فالقاص عبدالله المطمي في مجموعته القصصية "يعلم آخراً "الصادرة عن نادي أبها الأدبي عام 2014 من القطع الوسط وتضمنت سبعة نصوص قصصية، وعشر "ق. ق. ج" في 55 صفحة، يوصف بعضاً من تداعيات الواقع وأثره في توجيه سلوك الإنسان.

في نص "أزمة" كشف القاص عبدالله المطمي على لسان سارده سيطرة حالة "الرُهاب" الداخلي في الذات الإنسانية راصدا قدرته الكبيرة على شل حتى حركة الحلم وتقيّده.

(أزمة):

"أجمع أمره وعقد عزمه أن يكون هذا الاجتماع هو خاتمة موضوعه الذي طال كثيرا، عندما همَّ بالحديث تذكر أنه بمفرده".

  وفي نصي "خيانة" و"يعلم آخراً" يكشف ساردهما العوالم الداخلية للإنسان وزيفه وتعريتها، وأشار هنا إلى نقصٍ ما في حياة الزوجة دعاتها حاجتها للبحث عمن يزيله، وكأنه يقول إنها حاضرة مادة ومختفية روحا.

(خيانة):

"لم تجد وجه زوجها في مرآة ذاتها وهي جالسة تستعرض الوجوه المحتشدة فيها، رغم وجوده معها في الغرفة نفسها"!.