ربح الجمهور العربي الباحث عن كوميديا نظيفة مبهجة بلا إسفاف وبناءة بلا تجريح هذا العام "تحفة كوميدية" حمل لوائها ناصر القصبي تحت عنوان "سيلفي"، يقدمها في ثلاثين حلقة، وتقيد العائلة في مربع واحد للاستمتاع بفن هادف وابتسامة ناضجة تغرق صاحبها في الضحك، ولا تفوت عليه فرصة فهم ما تحمله من هدف ورسالة توعية.
وراهن القصبي بعمله الجديد على رصيده الكبير لدى الجمهور، الذي كونه من أعمال سابقة كُتِب لها قسط وافر من القبول والنجاح، عبر محطات أهمها الشراكة الفنية الناجحة مع عبدالله السدحان من خلال سلسة "طاش ما طاش" التي قدماها سويا عبر ثمانية عشر جزءا بين عامي 1992 و2011.
حلقات العمل الأولى، وما تناقلته المواقع الإلكترونية من مقاطع كشفت الخانة التي يقف فيها المسلسل، واستحق تصنيفه على أنه كوميديا اجتماعية ناصحة، بلا وعظ أو إرشاد.
وظهر من بدايات العمل، أنه محاولة حقيقية لاستحضار جميل الكوميديا الاجتماعية العائلية، التي تفتش عن سلبيات المجتمع وهفواته، وتسوقها للمشاهد في قالب ساخر ممزوج بالعتب واللوم الذي يترك أثره سريعا في نفوس المتلقين.
المسلسل الذي يطرح قضايا اجتماعية وإنسانية نلمسها في واقعنا، يتقلب في المعالجة بين الكوميديا المباشرة حسبما تقتضيه الحاجة، وتارة تنقلب الكوميديا إلى سوداء، ولا يغيب البعد الدرامي أيضا عن حلقات العمل، ولكن تبقى الابتسامة خيطا رفيعا حاضرا في الطرح الفني لسياقات العمل.
ومن جديد مسلسل "سيلفي" اشتراك مجموعة من الكتّاب في حلقاته، ومنهم خلف الحربي الذي أشرف على العمل بشكل عام، بجواره كل من الدكتور عبدالرحمن الوابلي، وناصر العزاز، وسامي الفليح، وعبدالعزيز المدهش، وحسن الحارثي، وأماني السليمي، وسعد المدهش، وهو ما أثرى الحلقات وأكسبها تنوعا سرديا مميزا.
تصوير العمل وتنوع مواقعه زاد من جمالية المسلسل، وساعد كثيرا المخرج المتألق أوس الشرقي في تقديم العمل بشكل مميز، علاوة على تقنية التصوير السينمائي لمشاهد المسلسل التي اعتمد عليها صناعه.
ويعرض مسلسل "سيلفي" على شاشة mbc، ويشارك ناصر القصبي البطولة نخبة من الممثلين السعوديين والخليجيين أمثال يوسف الجراح، وحبيب الحبيب، وريماس منصور، وعبدالله عسيري، ومحمد الطويان، وخالد سامي، وعبدالمحسن النمر ، وعبدالإله السناني، وأسعد الزهراني، وشيلاء سبت، وهيا الشعيبي، وعبير أحمد، وبشير الغنيم.