فيما اعتبر الأمين العام المساعد لشؤون المفاوضات والحوار الاستراتيجي بمجلس التعاون الخليجي عبدالعزيز العويشق أنه ليس أمام الحكومة اليمنية سوى اعتماد مرجعيات مؤتمر الرياض كخارطة طريق لإنهاء الأزمة، شدد قائد المقاومة الجنوبية العميد عيدروس قاسم على أن الحوار مع الحوثي لن يكون إلا في ميدان المعركة، مطالبا قوات التحالف بالاستمرار في الضربات الجوية.

وقال في حوار مع "الوطن": قوات التحالف مهدت لنا الطريق بالضربات الجوية واستطعنا السيطرة على مكتب قائد اللواء 33، الذي يوالي المخلوع علي صالح، مؤكدا أن الحوثيين يشعرون بضعفهم وانكسار شوكتهم.




لأكثر من 20 سنة ظل العميد عيدروس قاسم مشردا بين الجبال، إثر حكم جائر من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بإعدامه، نظير دفاعه عن وطنه خلال حرب 94. وعاد العميد عيدروس كغيره من الضباط الذين تشردوا وتم تسريحهم تعسفيا ليقود المقاومة الشعبية في الضالع، التي تعد من أشرس وأقوى لجان المقاومة، استطاع عيدروس بمن معه أن يدخل اللواء 33 الذي سقط بأيدي الثوار. وتمكن عيدروس من إدارة الأمور من داخل مكتب قائده ضبعان الموالي للمخلوع صالح. ويركز عيدروس جهوده في الوقت الحالي على تخريج العديد من المقاتلين الذين يلتحقون فورا بجبهات القتال. وأدلى عيدروس بالكثير الذي تجدونه بين سطور الحوار التالي:

ما هي أسباب الحكم عليكم بالإعدام في عهد المخلوع صالح؟

السبب الرئيسي هو مقاومتنا له بكل شجاعة في حرب 94، وبعد تلك الحرب، لم يكن صالح راضيا عما قمنا به من دفاع عن وطننا، وقيامنا بواجبنا وأمانتنا، لذا حكم علي بالإعدام، ولذلك ظللت مشردا في الجبال منذ تلك اللحظة، وكنا في الأول مطاردين، ولكنا اليوم مدافعين ومطاردين.

كيف استطعت تحقيق انتصارات متتالية في الضالع، ومواجهة ميليشيات الحوثي والمخلوع؟

لدينا رجال في المقاومة، وهناك جنود وضباط لديهم خبرات قتالية، وخبرات عملية متميزة، قمنا بإعادة تجميعهم، وعقدنا العزم على النصر وكان الجميع متحمسا وجاهزا.

دعوت لتشكيل لجان شعبية من العسكريين، كيف ترى أثر هذه الدعوة؟

المقاومة موجودة على الأرض منذ البداية، وكان لا بد من توجيه نداء ليصل الجميع ، وقبل أشهر تم توجيه هذا النداء وإيضاح أسباب التمدد الحوثي، وبالفعل وجدنا إقبالاً كبيرا وقبولا لدى جميع أبناء الضالع.

صف لنا حقيقة سيطرتكم على الأرض؟

كنا بداية في مرحلة دفاع، واكبها تقدم، ولدينا إصرار على الوصول إلى عدن وغيرها من المحافظات، وسحق الحوثيين أينما نجدهم، هم هدف مباشر لنا.

قمتم مؤخرا بتخريج الدفعة الثامنة من المعسكر التدريبي، كم عدد إجمالي الدفعات المتخرجة حتى الآن؟

الدفعة الثامنة تختلف بزيادة أعدادها، وعدد الخرجين في الدورة الثامنة 550 شخصا، وسبقهم في الدورة السابعة قرابة 355 مقاتلا، وقبلها كان العدد أقل من ذلك، ولا يزال الإقبال على الدورات يتزايد باستمرار، ولكن الظروف اللوجستية والمادية لا تسمح بأكثر من هذا العدد.

كيف يتم توزيع المقاومين للدفاع عن الضالع؟

نحن في جبهات حرب، وكانت الظروف تحكمنا في بداية الأمر، ولكن في آخر يومين انتقلنا إلى موقع أفضل من السابق، خريجو هذه الدورات يتم توجيههم تلقائيا إلى الجبهات القتالية مباشرة، ولديهم قدرات قتالية متميزة، ومهارات حربية كبيرة، هذا يساعدنا في الاعتماد على وضعهم في الجبهات، انتشارنا وتوسعنا يؤكد مدى المهارات التي يختزنها هؤلاء الأبطال.

كم عدد الأسرى الحوثيين لديكم حاليا، وهل لديكم أسرى من الحرس الجمهوري؟

لدينا أسرى بأعداد كبيرة، وهناك أسرى في مجاميع أخرى، لا نركز على أعداد هؤلاء المعتدين، بقدر اهتمامنا بالدفاع عن محافظاتنا ومنطقتنا من عبثهم، وفي الحقيقة لم نحرص على تمييز ما إذا كانوا حوثيين أم من الحرس الجمهوري، فجميعهم في نظرنا أعداء معتدين هدفهم واحد، اشتركوا في القتل والتدمير والإفساد والتخريب، ولذا فهم عدو واحد، لذلك نواجههم بقلب واحد وسندحرهم نهائيا.

لا يوجد توازن في ميزان القوى بينكم وبين الحوثيين وقوات صالح، كيف تحافظون على مواقع سيطرتكم؟

نحافظ على مواقعنا من خلال التفاف الشباب مع المقاومة، ولدينا تعاون معلوماتي جيد، والجميع شركاء على الأرض، وأؤكد لك أن الحوثيين يشعرون بضعفهم وانكسار شوكتهم، وهزيمتهم وتقهقرهم، ولديهم معرفة تامة بأنها حرب خاسرة بالنسبة لهم.

ماذا جرى في الاتصال الهاتفي بينكم وبين الرئيس هادي؟

بارك لنا الانتصارات الأخيرة، وشجعنا على المواصلة والاستمرار في الدفاع عن الوطن، وصد هذه المليشيات الخارجة عن الشرعية، ووعدنا بمفاجآت قريبة، وطالبنا بالمزيد.

العميد عيدروس مصدر قلق لمليشيات الحوثي وقوات صالح، ما هي الأسباب؟

نتعامل بصدق وأمانة مع الله سبحانه وتعالى أولا، ثم مع هذا الشعب، ونحن أمام معركة للدفاع عن الوطن، وأمامنا مسؤولية دينية وأخلاقية ووطنية، ونحن ندرك حقيقة هذه الحرب والمبتغى منها، ولذا سحقا للحوثيين وصالح.

كيف تنظرون لمماطلة الحوثيين في جنيف؟

في الحقيقة لم نتوقع خيرا من المشاورات، لذلك نطالب قوات التحالف بالاستمرار في الضربات الجوية، وحديثنا وحوارنا سيكون على الأرض، وهذا هو الهدف الذي تعلقنا به، سواء قبل أو بعد جنيف.

كيف استطعت السيطرة على مكتب قائد اللواء 33 مدرع بالضالع؟

بتوفيق الله سبحانه، وبعد معركة حامية وتكاتف الجهود، وفي الحقيقة فإن قوات التحالف مهدت لنا بالضربات الجوية الطريق، واستطعنا السيطرة على مكتب قائده ضبعان، الذي يوالي المخلوع علي صالح.

ماذا وجدتم بهذا اللواء؟

وجدنا ركاما كبيرا من الحديد بعد الضربات الجوية، وهناك العديد من القتلى، والبعض تقهقر وهرب.