دعني أطرح عليك عدداً من الأسئلة الغريبة، لا أحتاج إلى إجابتها، ولكنك –حتماً- سوف تدرك هدفها حالما تبحر بحثاً عن إجاباتها.
هل تعرف الهوايات الشخصية لمن تزاملهم في العمل؟ هل تعرف عدد أطفالهم وأعمارهم؟ هل تعرف شيئاً من إنجازاتهم سواء الشخصية أو المهنية؟ هل تعرف ماذا يحبون وماذا يكرهون؟ أم أن علاقتنا بمن نعمل معهم أو نتزامل معهم لا يجب أن تتجاوز حدود العمل وقوانينه، أليس من المخجل أن نتشارك لنحقق الأهداف دون أن نعرف شركاءنا حق المعرفة!
قبل أسابيع كنت في برنامج تدريبي، وكان الحضور ينتمون إلى 19 دولة مختلفة، وبالطبع من ذوي خلفيات ثقافية متباينة، لم يكد مسؤول البرنامج يرحب بنا حتى أشار إلى أن الطريقة المتبعة لتعريف الحضور بأنفسهم هناك مختلفة عن أي برنامج آخر! إذ تعتمد الفكرة على أن يقوم كل مشارك بإجراء مقابلة قصيرة مع من يجلس بالقرب منه والعكس صحيح، وبعد ذلك يقوم كل مشارك بالتعريف عن صاحبه بناءً على ما جمعه من المقابلة الخاطفة قبل قليل.
والحقيقة أنها كانت تجربة أقل ما توصف به أنها رائعة ومثيرة، ذلك أن الأسئلة اعتمدت على الخلفية الثقافية للسائل، بينما تختلف الإجابات باختلاف فهم وإدراك الطرف الآخر، وبالطبع استطعنا التعرّف على بعضنا بشكل مبتكر وجديد، واستطعنا التعرّف على معلومات غريبة ومثيرة عن كل مشارك، فذلك يمتلك ثلاث دراجات نارية، والآخر أحد القلائل ممن تسلق قمّة "إفرست"، وتلك تتحدث ثمان لغات، وهلم جرا، والأكثر روعة أن تلك المعلومات كانت جسرا كسر الجليد بين الجميع، فأصحاب الهوايات المشتركة تجمعوا بسرعة، وذوو الهموم المتقاربة تحلقوا حول بعضهم البعض.
ولك أن تتصور حينما تعرف نجاحات رفيق عملك وتتفهم همومه وتدرك آماله سوف تصبح أكثر قرباً، وبالطبع سوف يصبح إنجاز الأعمال وتحقق الأهداف أقرب من أي وقت مضى.. فقط تعرّف عليهم.