لا شك أن الكتاب ومن لهم منصب أو كلمة مسموعة ذوو حظ عظيم خاصة في هذه الفترة من الزمن، وأيضا ذوو مسؤولية يحملون هم بعض الناس، وهذا أمر إنساني قبل أن يكون من مسؤولياتهم.

لكن الغالبية العظمى من الناس أصبحوا يعتمدون عليهم بشكل مباشر بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، بالرغم من توفير أرقام تواصل مجانية للمؤسسات والجهات التي تخدمهم ظنا منهم أنه لا أحد يتعاون معهم نتيجة لتصرف البعض الخاطئ مع حالات سابقة.

اللجوء لمن لهم صوت مسموع ليس بحل، بل إنه جزء بسيط من الحل، والجزء هذا لا يتعدى تعديلا نسبيا في الحالة النفسية المصاحبة للمشكلة، لأنه حالة من التنفيس الوجداني، وهذا التنفيس غالبا لا يصل للمعنيين، بل يتم تداوله ما بين الكاتب وبين صاحبي الحاجة حتى لو وصل الأمر إلى التلفاز! نعم فالمسؤولون والجهات المسؤولة في الغالب لا يهمهم ما لم يصلهم بالطرق التي وضعوها إلا أن صاحب ذلك فضيحة.

لذا ينبغي التواصل والبحث والسؤال عن الخدمات وكيفية الوصول إليها والعمل بها بشكل صحيح لتقديم الخدمة، فهذا أكبر عائق يواجه الجهات المسؤولة.

كتبت العنوان (يحملوننا "مسؤولياتهم") لأنك أنت المسؤول الأول والوحيد عن إشباع نفسك وحل مشكلاتها، فإن لم تحمل هذه المسؤولية فسوف تحمل المجتمع مسؤوليتك، وستجد نفسك تقوم بالنقد اللاذع لهم وبالتالي ستكون نظرتك سلبية ودونية تجاه المجتمع والمسؤولين فيه، ولن تحرك ساكنا في نفسك بل ستحيط نفسك بحدود لا وجود لها.

الخدمات مثل الفرص لا تأتيك، بل أنت تبحث وتذهب إليها، ولا شيء يحدث في هذه الدنيا دون بذل جهد أو تعب، ولو أن الأمر عكس ذلك لما أمرنا الله ببذل الأسباب، وأيضا لا تجعل عبارة "واجب عليهم" تحول بينك وبين حقك.