كشف القيادي في المقاومة الشعبية بإقليم تهامة اليمني طارق سرور أنه تعرض للاعتقال مرتين بواسطة المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أنه تم الإفراج عنه بضغوط شعبية مارسها شباب المحافظة. وأقر سرور بأن كثيرا من مشايخ إقليم تهامة كانوا من المرتبطين بالنظام السابق والمستفيدين من المخلوع علي عبدالله صالح، لذلك تأخر أبناء الإقليم في إعلان تأييدهم للشرعية ووقوفهم إلى جانب المقاومة الشعبية.
وعن مقاومتهم للمعتدين الحوثيين، أشار إلى أن عناصر المقاومة يفتقرون إلى الأسلحة النوعية التي تمكنهم من الوقوف في وجوه الإرهابيين، لذلك يلجؤون إلى أسلوب الكمائن التي تفاجئ المتمردين وتوقع بهم خسائر كبيرة في الأرواح، ومن ثم يغنمون أسلحتهم وعتادهم. فإلى الحوار:
كقيادي للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة كيف تواجهون الحوثيين؟
نواجههم بكل ما نستطيع من قوة، والمقاومة التهامية متميزة ونوعية، ونظرا لاختلاف الموازين والقوى فإننا لا نواجههم مباشرة، ولكن هناك خطط معينة، حسب الوضع والإمكانات المتوافرة لدينا، مثل استخدام الكمائن، واستهداف المقرات، وبدأت المقاومة تؤتي ثمارها.
ما أبرز الصعوبات التي تقف أمامكم في المقاومة؟
تواجهنا في تهامة صعوبات متعددة، أهمها وأبرزها تجاهل الإعلام لنا، ما عكس تغييبا لجهودنا، ونحن أول من واجه الحوثي، إلا أن عدم توافر الأسلحة النوعية الكافية حال دون تحقيق الهدف المطلوب، وأبناء تهامة لديهم القدرة على إخراج المتمردين، كما أنه لا يوجد تنسيق بشكل منظم مع دول التحالف.
تعرضتم للاختطاف مرتين من الحوثيين، صف لنا ذلك؟
كنت من أوائل الذين تعرضوا للاختطاف من قبل ميليشيات الحوثيين، في المرة الأولى تم احتجازي مدة 17 يوما، وكان السبب هو مواجهتي لهم، ورفضي لما يفرضوه علينا، وتم اختطافي بعد تنظيمنا لوقفة احتجاجية من الشارع، ولكن بفضل الله، ثم بجهود الشباب ومنظمات المجتمع المدني تم إخراجي. وفي المرة الثانية بقيت مدة شهر، حيث اختطفوني بعد خروجي من المحافظة، وقاموا بسجني انفراديا في مكان صعب جدا لم يسمح لي خلاله بالزيارة والعلاج.
ماذا طلبوا منك أثناء فترتي الأسر؟
كانوا يطالبون بعدم اعتراضهم، وأن أسكت عن جرائمهم وعدم إعاقة مسيرتهم.
كيف تعاملوا معك في المعتقل؟
حاولوا أن يظهروا تعاملهم الجيد، في البداية من أجل كسبنا إلى جانبهم، ومن أجل الولاء لهم والإقرار بشرعية وجودهم في تهامة، ولكن تحول تعاملهم إلى أسلوب وحشي مع المعتقلين، ولدينا بطرفهم أكثر من 150 مختطفا، يتعاملون معهم بوحشية ويعذبونهم ويجبرونهم على الإدلاء باعترافات معينة، ويأخذونهم كدروع بشرية.
تأخرتم في إعلان تأييد إقليم تهامة للشرعية، لماذا؟
تهامة للأسف الشديد كانت من أول الأقاليم الموالية للنظام السابق ورئيسه المخلوع علي عبدالله صالح، وكثير من المشايخ مرتبطون بالنظام، وكانت هناك مصالح مشتركة بينهم، ولكن وجود الثورة الشبابية غير الأوضاع كلية.
كم يبلغ عدد أفراد المقاومة وكيف يكون تنظيمها؟
بدأت المقاومة بجهود فردية من الشباب، نتيجة للضغوط والمواجهات المسلحة، وحاولنا تنظيمها على مستوى كامل المديريات، فالإقليم به أربع محافظات و26 مديرية، ولا يمكن تقديم رقم محدد لعناصر المقاومة، كما وجدت المقاومة أيضا في مواقع متعددة وحتى في الأرياف، وستسمعون أخبارا سارة خلال الأيام المقبلة، وبدأنا في إقناع بعض المشايخ بممارسات الحوثيين السلبية.
أصدرتم بيانا باسم المقاومة التهامية بالنفرة الجماعية لمواجهة الحوثي، كيف ترون أصداء ذلك؟
كان جيدا ولكن ليس بالمستوى المطلوب، ولا تزال هناك مخاوف لدى البعض، نتيجة للتراكمات مع النظام السابق، ولكن بعض المشايخ تواصلوا سرا لدعم المقاومة، حتى وإن لم يستطيعوا إعلان انضمامهم رسميا للمقاومة. ولا أذيع سرا إذا قلت إننا سنفاجئ الحوثيين في الأيام المقبلة بما لم يتوقعوه.
ما هي ممارسات ميليشيات الحوثي التي تقصدونها؟
ميليشيات الحوثي مارست عددا كثيرا من جرائم الحرب، وللمرة الأولى يشهد إقليم تهامة ظاهرة تفجير المنازل، خاصة للناشطين، كما مارسوا سياسة العقاب الجماعي ضد أبناء الحديدة، إضافة إلى نهبهم الوقود المخصص لمحطات الكهرباء وحرمان الأهالي من التيار، وبيع الوقود في السوق السوداء، وأدى انقطاع الكهرباء إلى ارتفاع عدد الوفيات من المرضى وكبار السن بسبب تعطل أجهزة المستشفيات، وجميع هذه الانتهاكات تم توثيقها، ولدينا كثير من التقارير عبر منظمات دولية. كما أن ميليشيات التمرد تسعى حثيثا إلى إرعاب المواطنين، ومحاصرة أحياء بأكملها، وتلك انتهاكات لا إنسانية.
كيف تستطيعون حماية الموانئ التهامية؟
أهم ميناء على البحر الأحمر هو ميناء الحديدة، ولكن لم نستطع حمايته إلى الآن بسبب وجود الحوثيين فيه، حيث سيطروا على خفر السواحل والقوات البحرية، وشددوا قبضتهم بعد تغييرهم مدير الميناء ومحافظ المحافظة، ويستخدمون موانئ صغيرة أخرى، مثل اللحيا والخوبة وميدي كمران، وهذه يستخدمونها قبل سيطرتهم الأخيرة.
هل هذا يعني حجزهم مواد الإغاثة؟
نعم، فهم يسيطرون على مواد الإغاثة، ويحولونها لمصلحتهم. لذلك طالبنا لجان الإغاثة والمنظمات الدولية بإحداث تغيير في تشكيل اللجنة العليا للإغاثة، ومشاركة اللجان الدولية والشبابية للإشراف على التوزيع.
هل لديكم أسرى حوثيون؟
لدينا عدد قليل من الأسرى، ومقاومتنا تعتمد في المقاوم الأول على عدم محاولة الاحتفاظ بأسرى، نظرا لاعتمادنا على أسلوب الكمائن.