وسط ما تعيشه مدينة سانت بطرسبيرج الروسية من أجواء باردة نسبيا بالنسبة للقادمين من أجواء صحراوية، يعول مراقبون ومتابعون للزيارة التي يقوم بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في إعادة الدفء إلى العلاقات السعودية الروسية التي تعرضت لكثير من التأرجحات خلال العقود الماضية والسنوات القليلة الفائتة.
ولعل حجر الزاوية في إعادة العلاقة إلى مسارها الطبيعي يتمثل في إيجاد توافق بين صناع السياسة في قصري اليمامة والكرملين، حول القضايا الإقليمية الأكثر تعقيدا.
وعلى الرغم من استجابة السعودية وشقيقاتها الدول الخليجية إلى الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما، للالتقاء في كامب ديفيد، وذلك لتمتين العلاقات القوية بالأصل مع واشنطن، إلا أن أداء أوباما خلال سنوات ولايتيه، وسّع هوة الالتقاء بين وجهتي النظر، فيما كان ملاحظا أن مسار العلاقات بين الرياض وموسكو، وتحديدا منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، آخذ نحو التصاعد، وبدا التنسيق بين الجانبين على أعلى مستوياته.
ووصل الأمير محمد بن سلمان، على رأس وفد سعودي رفيع يضم كثيرا من الوزراء إلى مدينة سانت بطرسبيرج الروسية، تمهيدا للقاء المنتظر أن يجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم.وطبقا للقراءة الأولية للمستشار الديبلوماسي والباحث في العلاقات الدولية سالم اليامي، فإن زيارة محمد بن سلمان إلى روسيا تعكس رغبة قيادتي البلدين في إعادة الدفء إلى العلاقات التي أصابها الفتور.
وقال لـ"الوطن" إن هدف تعميق العلاقات الذي أورده بيان الديوان الملكي حول الزيارة، لم يكن عبارة عن جملة إنشائية، بل واقعا عمليا ستعمل هذه الزيارة في اتجاه الدفع به.
وعول المستشار اليامي على ما يربط الجانبين السعودي والروسي من سلسلة كبيرة للاتفاقات الإطارية، إذ قال إن من شأنها أن تهيئ الطريق وتعبده لأشكال جديدة من الاتفاقات.
ولا يستبعد المستشار والباحث في العلاقات الدولية، أن يكون هناك مسعى سعوديا في التقارب الحاصل مع روسيا، لخلق نوع من التوازن في قضايا المنطقة، والوصول مع الروس إلى حلول ناجعة لأكثرها تعقيدا، وتحديدا المسألتين: السورية ومكافحة الإرهاب، خصوصا في ظل الميلان الأميركي وموقفها الذي يكتنفه الغموض تجاه الملف النووي الإيراني، ومواقفها المترددة تجاه بعض قضايا المنطقة.