لا يستثني الإرهابيون والدواعش أحدا، فكما أن الشيعة في نظرهم كفار، فالسنة كفار أيضا، وكما أن القطيف والدمام هدف؛ فالرياض وجدة اكتوتا بنيران أحزمتهم الناسفة. أهدافهم المشينة لم تتغير، وإنما تغيرت أساليبهم الإجرامية ومحاولاتهم الفاشلة لزعزعة أمن الوطن، من خلال إذكاء الطائفية وضرب المواطن بالمواطن، وشق وحدة الصف، وزرع الفتنة في البلاد الآمنة المطمئنة.
ما إن جفت دماء الأبرياء من سجاد مسجد القديح، إلا وفزع المصلون في مسجد حي العنود على صوت التفجيرات في حادثة أخرى كتب لها الفشل بفضل الله قبل أن تصل إلى داخل المسجد، وتلوث أرضه وجدرانه بأشلاء المارق، وتزهق أرواح المصلين المتجهين إلى ربهم.
لو تأمل الإرهابي الهالك الآية الكريمة المنقوشة على محراب مسجد القديح "فولّ وجهك شطر المسجد الحرام" قبل أن ينزع فتيل حزامه الناسف، لأدرك أن الوجوه في تلك اللحظة متجهة إلى الله؛ فكيف يجرؤ على قتل من هم بين يدي الله؟!
ماذا يريد هؤلاء البغاة الذين انتهكوا حرمة المساجد، وقتلوا المسلمين وهم صافّون بين يدي ربهم؟ إنهم لا يريدون سوى الفتنة وزرع الطائفية والفوضى التي لا تنتهي، كما هو حال بعض الدول المجاورة التي أوقدوا نار الفتنة فيها.
وبعد أن عرفنا من هم؟ وما غاياتهم؟ يجب ألا نحقق لهم غاية النيل من وحدة الوطن، فعلينا جميعا أن نلجم أصوات المزايدين، ونكون صفا واحدا في مواجهتهم، والحمد لله أن هذه الأحداث لم تزد الشعب إلا تلاحما، فالمواطنان السني والشيعي يقفان جنبا إلى جنب في مواجهة الإرهاب أيّا كان مصدره، وجزى الله الشدائد كل خير التي أثبتت أن الدم واحد والوطن واحد.