كشفت مصادر حكومية يمنية لـ"الوطن" أن الأمم المتحدة حجزت 30 غرفة فندقية لإقامة وفد الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح المشارك في مشاورات جنيف في أرقى فنادق المدينة، في مؤشر يعكس خلاف ما تم الاتفاق عليه بخصوص تمثيل طرفي المشاورات، والمحدد بعشرة أسماء.
وأبانت المصادر أن 14 شخصا على الأقل ممن أقلتهم طائرة الأمم المتحدة القادمة من جيبوتي يأتون ونصب أعينهم التقدم بطلبات اللجوء السياسي في سويسرا.
وساد الهدوء اليوم الأول لمؤتمر جنيف الذي تخلف عنه وفد الانقلابيين، ولم يحمل أية مفاجآت تذكر.
وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف اليمنية إلى وقف إطلاق النار للانخراط في هدنة إنسانية تبدأ من أول رمضان، رفضت الحكومة اليمنية أن يصار إلى أية هدنة محتملة قبل تطبيق القرار 2216.
وأبلغ "الوطن" وزير الخارجية اليمني رئيس وفد السلطة الشرعية رياض ياسين بأن الحكومة اشترطت على مون تطبيق ثلاثة بنود على الأقل من القرار الأممي، تتمثل في الانسحاب من المدن، وإطلاق المعتقلين بمن فيهم وزير الدفاع، ووقف عمليات العنف والتدمير.
اتهمت مصادر حكومية يمنية الأمم المتحدة بمجاملتها الحوثيين، وذلك بتسكينهم في فندق كراون بلازا، أفخم فنادق مدينة جنيف، وحجزهم لقرابة الـ30 غرفة لهم، وهو عدد يفوق ضعفي العدد المقرر والمحدد للمشاركين في المشاورات، فيما أن وفد الحكومة الشرعية حُدد مقر إقامته في فندق متواضع بجانب المطار، ولم يسمح له بمرافقة أي أعضاء آخرين غير الأسماء العشرة التي بعثها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى بان كي مون، حتى وإن كان الأمر على الحساب الشخصي للحكومة اليمنية.
وقالت المصادر في اتصال هاتفي مع "الوطن"، إن الحكومة اليمنية تستغرب أن تقوم المؤسسة الدولية بمثل هذا التصرف الذي ينطوي على سياسة الكيل بمكيالين. وأضافت "رغم أن مثل هذه الأمور ربما تكون صغيرة ولكنها تحمل في طياتها كثيرا مما يمكن إثارته حول هدف الأمم المتحدة من تلك المجاملة التي ربما تكرس ما يشاع من أنها تريد إحضار المتمردين لتحقيق مكسب إعلامي لا القيام بدور سياسي رصين ومتزن".
وتشير المصادر إلى أن المعلومات الواردة من جيبوتي تفيد بأن الذين قدموا على متن الطائرة التي تقل وفد المتمردين والمخلوع صالح، تضم نحو 24 شخصا، مفيدة أنه "وبحسب المعلومات المتوافرة فإن 14 منهم على الأقل قادمون للتقدم بطلب اللجوء السياسي لدى سويسرا".
في المقابل، نقلت المصادر معلومات تشير إلى أن وفد المتمردين الحوثيين طلب من القائم بأعمال السفارة اليمنية لدى جيبوتي، المساعدة في ترتيب مكان خاص لتخزين مادة القات المخدرة، غير أن القائم بالأعمال رفض الامتثال لهذا الطلب.
وكشفت المصادر ذاتها أن وزير الخارجية اليمني الأسبق أبو بكر القربي عضو المؤتمر الشعبي العام، موجود الآن في جنيف، إذ قدم إليها من لندن للالتحاق بوفد المتمردين الحوثيين في المشاورات، مبينة أنه سيلعب دور المستشار ولن يكون طرفا في تشكيلة الوفد الرسمي.