لعلها مصادفةٌ مقصودة من أستاذنا/ "قينان الزمان" أن يتحدث للنادي الأدبي الثقافي بالرياض، عن صحيفة "الشرق" الموعودة، تزامناً مع الاحتفال بالسنة العاشرة من عمر صحيفة "الوطن"! ولعل من تمام "لؤم" مدير "منبر الحوار" بالنادي، الشاعر/ "محمد الهويمل"، و الـ"خبث" الصامولي المفرود اللذيذ، الذي يتمتع به رئيس النادي الدكتور/ "عبدالله الوشمي" أن جاء تعريف "قينان الغامدي" رئيساً "سابقاً" لتحرير "صحيفة الوطن"، لا رئيساً "حالياً" لتحرير "الشرق"! ربما ـ وربما فقط ـ لإدراكهما أن "الشرق" لن يتحرر من تخلفه وتشرذمه؛ كما تحرر "الوطن" الأعظم على يد الرمز الأعظم الملك/ "عبدالعزيز"!
ورغم أن "قينان الزمان" أكد رؤيته الاحترافية، للصحيفة اليومية المتحولة عن مجلة "الشرق" الأسبوعية بقوله: "إما أن تكون إضافةً حقيقيةً منافسةً لصحيفة "الوطن" وغيرها، وإما فلا داعي لإصدارها"! إلا أن السؤال الذي ظل يدور ويحور ويمور هو: ما الذي ستضيفه "الشرق القينانية"؟ وهل سيكرر نجاحاته الباهرة، رغم اختلاف السياق الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بكامله؟ وهو السؤال ذاته الذي واكب ظهور صحيفة "الوطن"، قبل عشر سنوات! وأظهر "أبوعبدالله" وعياً استراتيجياً استشرافياً، حين وضح أن رهان "الوطن" كان فتح جبهةٍ نجلاء، توسع هامش الحرية، الذي ظل "المثقفون" أنفسهم، ممثلين في بعض رؤساء "رقباء" التحرير، يضيقونه بأوهام "القدقدة"، المصطلح السحيماوي المشتق من قولهم: "قد يفهم الناس هذا خطأً، والويل لمجتمعٍ مثقفوه هم مخوِّفوه، كما قلنا منذ "مبطي"! أما رهان "الشرق" فقد ألمح ـ بغريزته "الغامدية" العريقة ـ إلى أنه اقتصادي بالدرجة الأولى؛ حيث إن سوق المملكة الإعلامية مازالت قابلة لاستيعاب أكثر من صحيفة!
ثم توالت المداخلات، وكان أظرفها: اعتراض أحد الزملاء على اسم "الشرق"؛ بحجة أنه "دقة قديمة"، لا تثير الجيل "المودرن"! وهنا اقترح "الأخ/ أنا" اسم: "ركن الوطن"، وأخذه من ظاهرة عجيبة في "السوق"، فما إن ينجح محل باسم: "الأناقة لتفصيل الأعذار الحديثة للمسؤولين"؛ حتى تفاجأ بمحل يقابله باسم: "ركن الأناقة"! وإمعاناً في استثمار نجاح الأصل، فإن "التقليد" يضع كلمة "ركن" بخط لايراه إلا مراقب البلدية، في ورقة الفسح المعلقة داخل المحل!
واكتفى "الطابع بأمر الله" بشهادته للتاريخ، بحق "بلدوزر" الصحافة السعودية! وهو اللقب الذي كشف "قينان" نفسه أنه كان "شتيمة" أطلقها أحد الكتاب عليه! وإيه يعني؟ ألم يطلقوا لقب "الحمار" على "أندرو جاكسون"، مؤسس الحزب الديمقراطي الأمريكي؛ فما كان منه إلا أن اتخذه شعاراً لحملته قائلاً: "شرفٌ لي أن أكون حماراً لخدمة وطني"؟!
و"قينان الزمان"، من "عكاظ" إلى "الوطن" مروراً بـ"البلاد"، ظل "بلدوزراً" يقتحم الصعوبات، ويشق الطرق الوعرة للمتعطشين للنجاح! و كما أن "البلدوزر" لا "موديل له"، فإن "أبا عبدالله" شباب على طول، غرَّب أم "شرَّق"!