"جئت إليكم بأمر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ناقلا تحياته وكلامه الأبوي الذي أوصاني أن أوصله لرجال الحرس الوطني واعتزازه ومحبته واهتمامه بكم، وهو يسأل عنكم في كل لحظة"، بهذه العبارة رفع وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله خلال زيارته قوة الواجب في نجران، من معنويات العسكريين في الحرس الوطني، في وقت أكد جاهزية القطاع لدعم حماية الحدود بلواء إضافي متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.

وخلال زيارته الصباحية، أقسم متعب بن عبدالله، إن حياته لن تكون أغلى من حياة أي عسكري سعودي، وأطلق قسما آخر أكد فيه أيضا أن حياة أي مواطن هي أهم من حياته وسلامته الشخصية.

وفيما شدد وزير الحرس الوطني على التكامل القائم مع كل القطاعات العسكرية التي تقوم بواجب حفظ أمن وحدود المملكة، عبر غرفة عمليات مشتركة خصصت لهذا الغرض، أشاد بالوعي العام للمجتمع السعودي تجاه من يحاول زرع الفتن وخلق القلاقل. وقال "نحن اليوم لا نخاف على أبنائنا ورجالنا وعائلاتنا من الفتن لأنه صار لديهم مناعة قوية جدا تجاه هذا الأمر".




"قسمان" أقسمهما وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارة الساعات الأولى من صباح أمس لنجران، الأول أن حياته التي قد يهددها مقذوف طائش يأتي من خلف الحد لن تكون أغلى من حياة عسكري سعودي، والثاني أن حياة أي مواطن أهم من حياته شخصيا.

وبين "القسمين" من وزير الحرس، ورسالة المحبة والعشق التي كانت في ظاهرها لـ "الوطن" الصحيفة، وفي مضمونها بالتأكيد للوطن الكبير، عندما قال الأمير متعب لمحرر "الوطن" بنجران: "وهل فيه عشق وأغلى من صحيفة الوطن"، جاءت الزيارة الهمة التي أعرب فيها وزير الحرس الوطني عن رضاه التام عن مستوى التنسيق بين مختلف القوات المشاركة في الدفاع عن الحد الجنوبي، قال في هذا الخصوص أثناء زيارة سموه لقوة الواجب التابعة للحرس الوطني المرابطة في الحد الجنوبي في منطقة نجران: هناك غرفة عمليات مشتركة يشارك فيها جميع القطاعات العسكرية والاتصالات على أفضل مستوى والحمد لله، كل جهة من الجهات العسكرية تعرف واجبها كاملا، ودائما التنسيق موجود، وهذا من أسباب النجاح في هذه العمليات.

وأضاف الأمير متعب بن عبدالله قائلا: حضرت إلى نجران بأمر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأنقل تحياته وأنقل كلامه الأبوي الذي أوصاني أن أوصله لرجال الحرس الوطني واعتزازه ومحبته واهتمامه بهم حتى وهو هناك يسأل عنهم كل لحظة.

وأكد جاهزية الحرس الوطني للدعم بلواء إضافي متى ما دعت الحاجة وقال: نحن جاهزون دائما تحت أمر خادم الحرمين الشريفين في أي لحظة يطلب منا زيادة نحن جاهزون وإن شاء لله ستجدون جميع قوات الحرس الوطني جاهزة في أي لحظة يطلب منها، متمنيا أن يرجع المرابطون على الجبهة منصورين، وقال: نحن فخورون بهم وتفخر بهم بلدهم دائما وإن شاء الله يرجعون سالمين غانمين.

وأضاف: الشعب السعودي اليوم أصبح لديه مناعة ضد من يحاول زرع الفتن ويعرف من يخلق الفتنة ومن هو في الصف ومخلص ووفي لوطنه، فالمواطن لديه الوعي الكافي ويعرف ما هو الصحيح وما هو الخاطئ، ويعرف أين الفتنة وأين مراكزها، وقال: نحن لا نخاف اليوم على أبنائنا ورجالنا وعوائلنا من الفتن لأنهم صار عندهم مناعة ومناعة قوية جدا.

وأقسم الأمير متعب في رده له على سؤال عن أن توقيت الزيارة يتزامن مع القصف ما قد يشكل خطرا على حياته، أن نفسه لن تكون أغلى من رجال الحرس الوطني، ووزارتي الدفاع، والداخلية، ورجال نجران الأبطال المدافعين عن الحد الجنوبي، متمنيا أن يكتب الله له الشهادة في يوم من الأيام في موقف كهذا، وأنه كله حسرة أنه لم يكن لابسا بدلته العسكرية واقفا معهم، مقسما مجددا أن حياة أي مواطن سعودي في أي من مناطق المملكة أهم من حياته شخصيا، متمنيا من الله أن يقدره على رد ولو جزء بسيط من إخلاص ووفاء المواطن السعودي.

وقال: إن ما شاهدته في نجران يدل على المحبة وقوة وارتباط الروح بين جميع من في المملكة يسمى مواطن سعودي دون النظر لقبيلته أو منطقته أو مكانه، إذ إنهم أصبحوا يدا سعودية واحدة لهذا كان وجودهم اليوم وفرحتهم ووجودهم مع الحرس الوطني ومع جميع القطاعات العسكرية الأخرى، وهذا ليس غريبا على أهل نجران وليس غريبا على مناطق المملكة.

وأعرب عن سعادته بزيارة نجران لزيارة القطاعات العسكرية كافة، وقال: جئت أيضا لرد الجميل والوفاء لأهل نجران ولأهل جميع بقية مناطق الحدود الجنوبية سواء ظهران الجنوب أو جازان لما قاموا به من وفاء وصدق التعامل مع الرجال العسكريين، فهم أكثر عسكرية من العسكريين وكانوا مثال للمخلصين لدينهم ثم لوطنهم ومليكهم، ولهم مني كل التحية والمحبة إن شاء الله يجمعنا بهم على خير.

وبارك الأمير متعب لأسر الشهداء وقال: "هذا شرف عظيم وإن شاء الله أنهم من الرجال الذين أخلصوا لوطنهم ووصلوا إلى هذه الشهادة وفي الجنة بمشيئة الله، والمصابين دافعوا عن وطنهم وأنا متأكد أنهم كانوا يتمنون أن يكونوا شهداء لأن العمل الوطني الذي نحن فيه اليوم كل واحد منا يتمنى الشهادة من أجله".

وفي رده حول ما إذا كان له رسالة يوجهها للجنود على الجبهة، قال: أعتقد حقيقة أن رجال الجبهة هم من يعلموننا وليس نحن من نعلمهم، مضيفا: اليوم أرسلوا لنا رسائل كثيرة من الحد الجنوبي وأعطونا إياها وهي ما تكتب بخط من ذهب تقول: نحن أبطال نحن من يدافع عن هذا الوطن نحن لن نقبل ولن نرضى أن يداس سنتيمتر واحد من أرض وطننا وفينا عرق ينبض.

وكان وزير الحرس الوطني قد وصل فجر أمس إلى نجران وبدأ بزيارة مستشفى صقر الجزيرة الميداني وطالب برفع ما يحتاجه المستشفى لتلبيته، ثم زار الفوجين 38 و39 من قوات الحرس الوطني ونقل تحيات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكل أبنائه منسوبي الفوجين، وأكد حرصه على التواصل معهم، وأنه يعرف أولا بأول عن أوضاعهم ويطمئن عليهم.

بعد ذلك زار قيادة قوة نجران واستقبله قائد القوة اللواء الركن عبدالله فايز الشهري، كما زار حرس الحدود بنجران واستقبله اللواء علي عبيد آل نمشة، ورافقه خلال الزيارة نائب رئيس الحرس الوطني عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، ورئيس الجهاز العسكري، وعدد من قيادات الوزارة.