في حلقة جديدة من مسلسل استهداف المتمردين الحوثيين للمدنيين في المدن والمحافظات اليمنية، قامت الجماعة المتمردة أمس باستهداف حافلة نقل جماعي، كانت تقل مجموعة من النازحين بمحافظة لحج جنوب اليمن، حينما استهدفتها الميليشيات بنيران أسلحتها الرشاشة، من دون أن تتبين هوية من بداخل تلك الحافلة، فكانت النتيجة مقتل 15 شخصا، غالبيتهم من النازحين. وبات نفس المشهد يتكرر بشكل شبه يومي في بقية مناطق الصراع. ويشير عدد من الناشطين السياسيين العاملين في مراكز تسجيل حالات النزوح بالمكلا إلى كثير من الروايات التي يسردها النازحون، عن تعرضهم للعديد من عمليات الاستهداف التي تطال مركبات المدنيين والنازحين بصورة عشوائية من دون أن يتم التحقيق في تلك الوقائع.
وليست حافلات النقل وسيارات الأجرة الصغيرة التي تنقل النازحين الفارين هي وحدها التي تتعرض لقصف الميليشيات، بل وصل الأمر كذلك إلى قوارب الصيد والسفن الخشبية الصغيرة التي يلجأ إليها سكان المديريات الساحلية بعدن، للهرب بعد أن تقطعت بهم سبل الهروب برا.
ففي مطلع شهر مايو الماضي، لقي أكثر من 50 شخصا على الأقل مصرعهم غرقا، بعد قيام مقاتلي جماعة الحوثي بإطلاق نيران أسلحتهم صوب قارب كان ينقل مدنيين يحاولون الخروج من مناطق القتال العنيف الذي كان يدور حينها بين الميليشيات والمقاومة الشعبية في مدينة التواهي. وأكدت مصادر طبية وصحفية بعدن، أن غالبية الضحايا كانوا من النساء والأطفال، وأن عشرات الجثث كانت تشاهد وهي تطفو على البحر، وأن عمليات انتشال الجثث استمرت لثلاثة أيام، نسبة لعدم تمكن قوارب النجاة من الوصول إليها وانتشالها وإنقاذ المصابين، جراء استمرار القصف من قبل الميليشيات.
ويقول عاملون في مجال الإسعاف الطبي بعدن إنه غالبا ما تصل للمستشفيات جثث ومدنيون جرحى تعرضوا للقصف بصواريخ الكاتيوشا أو الهاون وكذلك المدفعية الثقيلة، أثناء محاولتهم الهرب من الحرب، وإن غالبية هذه الحوادث تقع في الخط الذي يربط بين أبين وعدن، وهي المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية.
ويشير المدير التنفيذي لمؤسسة مرصد حضرموت لحقوق الإنسان، المهندس فادي عبدالله الصيعري، إلى أن المرصد كان تلقى العديد من البلاغات من قبل النازحين بمثل هذه الجرائم والانتهاكات غير الإنسانية من قبل الميليشيات الحوثية، التي تعد بمثابة جرائم إبادة وقتل مع سبق الإصرار، ويُعاقب عليها القانون الدولي. وأضاف الصيعري "بعض الناجين من تلك المحاولات يحتاجون بصورة ماسة للرعاية الطبية النفسية، لأنه من الصعب جدا أن يرى الإنسان طفله أو زوجته أو أيا من أفراد عائلته يفقد حياته أمام عينيه أثناء محاولة الهرب".