فيما يبدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا زيارة إلى دمشق قريبا، يلتقي خلالها أطرافا سورية عدة للتوصل إلى أرضية مشتركة، بهدف إنهاء الصراع السوري، وصف مراقبون الزيارة بما تتضمنه من لقاءات بأنها المحاولة الأخيرة من المبعوث الأممي، بعدما أوشك نظام بشار الأسد على الانهيار في ظل تراجع قواته أمام فصائل المعارضة في عدد من المناطق.
وقال مكتب دي ميستورا في بيان أمس، إنه سيلتقي مسؤولين في دمشق لبحث قضية حماية المدنيين، وتسليط الضوء من جديد على الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة، وواجب أي حكومة غير القابل للنقاش تحت أي ظرف من الظروف في حماية المدنيين".
وتابع "خلال محادثاته يعتزم المبعوث الخاص من جديد أن ينقل للمسؤولين السوريين قناعته التامة بأنه ليس هناك حل للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ملحة إلى تسوية سياسية تشمل كل الأطراف".
يأتي ذلك، فيما عززت القوات الكردية سيطرتها حول مدينة تل أبيض السورية الخاضعة لتنظيم "داعش" والحدودية مع تركيا، إذ ظل آلاف اللاجئين عالقين أمس.
وتمكنت قوات الحماية الكردية بمؤازرة مقاتلي المعارضة السورية وضربات التحالف الدولي الجوية من الوصول على بعد خمسة كيلومترات من مدينة تل أبيض الاستراتيجية التي يستخدمها التنظيم معبرا لمقاتليه.
وفيما نزح آلاف السكان الأكراد والعرب من هذه المدينة هربا من أعمال العنف آملين في الحصول على لجوء في تركيا، ناشد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي في سورية ريدور خليل، المدنيين بعدم النزوح نحو الحدود التركية ولكن باتجاه المدن داخل سورية.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، أعلن الأربعاء الماضي أن بلاده ستواجه هذا التوافد الجديد بإغلاق حدودها في بعض المناطق بصورة موقتة، فيما أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، عن قلقه من تقدم القوات الكردية في منطقة تل أبيض في شمال سورية، مشيرا إلى أنها ربما تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل.
من ناحية ثانية، أفادت مصادر محلية أمس أن عشرات المدنيين أصيبوا عندما انفجرت قنبلتان أمس في مدينة حمص بوسط البلاد، والتي تقع على طريق إمداد محوري بين العاصمة دمشق وساحل البحر المتوسط، وقالت المصادر إن 27 شخصا على الأقل أصيبوا حين انفجرت سيارة ملغومة في شارع تجاري مزدحم في حي كرم اللوز بوسط حمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن محافظة حلب شهدت أول من أمس سقوط قذائف عدة على مناطق سيطرة قوات النظام في حي سيف الدولة، ومناطق أخرى في حي المشارقة الخاضع لسيطرة قوات النظام، ما أدى إلى مقتل وجرح ما لا يقل عن تسعة مواطنين.
وفي محافظة إدلب، وحسب المرصد السوري، نفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من بعض فصائل المعارضة منذ أكثر من عامين، ومناطق أخرى في ريف جسر الشغور، مخلفة عددا من القتلى والجرحى.
وفي محافظة دير الزور، قال المرصد إن الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في بادية خشام بالريف الشرقي لدير الزور، ما أدى إلى مقتل مواطن على الأقل وسقوط عدد من الجرحى.